منظومة النقل لاتسر الخاطر ولو توفر المازوت
خاص غلوبال – زهير المحمد
بعد أسبوع كامل من معاناة المواطنين من أزمة سير خانقة، بدأت البشائر تفيد بالسيطرة جزئياً على أزمة قلة التوريدات النفطية للمحافظات التي تم بسببها تخفيض مخصصات وسائط النقل إلى أقل من خمسين بالمئة، ما يعني أن خمسين بالمئة ممن كانوا يحتاجون خدمة وسائط النقل باتوا خارج التخديم، حيث لايمكن أن تضاعف وسائط النقل المعتمدة بزيادة عدد ركابها لأن معظمها عبارة عن ميكروباصات صغيرة حمولة 14راكباً، فيما لو كانت باصات كبيرة كان يمكن أن يستوعب أعداداً إضافية في الأزمات الطارئة.
وهذا ما يجعلنا نؤكد أن تخفيض مخصصات وسائط النقل من المحروقات لاتسبب فقط معاناة قاسية وتحمل المواطنين مصاريف ترهق جيوبهم إن اضطروا لاستخدام التكسي أو خضعوا لإبتزاز السائقين الذين كانوا يتقاضون خمسة أضعاف التسعيرة، بحجة أن مازوت سياراتهم من السوق السوداء وبسعر يتجاوز سبعة عشر ألف ليرة لليتر، وإنما يمكن أن يشل جميع مناحي الحياة.
تشير الأخبار الواردة من المحافظات أنه تمت زيادة الطلبات من مادة المازوت لكنها لم تصل إلى ماكانت عليه، وهذا يتقاطع مع ما أعلنته سادكوب بزيادة الكميات التي توزعها لأغراض النقل، وما نأمله أن تكون الأزمة التي عاناها المواطنون في الأيام الماضية حافزاً للجهات المعنية بأن تسرع في استيراد الباصات الكهربائية التي يتم الحديث عنها منذ أشهر، أو تزيل العقبات التي يعانيها المستثمرون الذين أكدوا مرات عديدة أن التأخير في انطلاق الباصات الكهربائية الموعودة ليس مسؤوليتهم، وأن يتم تطوير منظومة النقل الداخلي والنقل بين المحافظات واعتماد الميترو والقطارات وترجمة الدراسات التي أجريت منذ عقود إلى واقع على الأرض لأن منظومة النقل الحالية لاتسر الخاطر، حتى وإن توفرت الكميات اللازمة من المازوت فكيف يكون الحال عند قلتها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة