من عاصفة السوخوي الروسية إلى تنين الشراكة الصينية السورية
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
هل يحق لنا التفاؤل بشهر أيلول وما حمل من تطورات إيجابية على الأزمة في سورية؟.
لقد سجل أيلول حدثين مهمين الأول كان في العام 2015 حيث تم الإعلان الصريح عن الدعم العسكري الروسي والانخراط في الحرب إلى جانب القوات السورية ضدّ الإرهاب وانطلاقة “عاصفة السوخوي الروسية”، والتي قدّمت التمهيد الناري والغطاء الجوي للجيش العربي السوري والقوات الحليفة والرديفة، حيث تم خلال ثلاثة أشهر ونيف تحقيق إنجازات عسكرية مهمة، وخاصةً في ريفي اللاذقية وإدلب وحماة، وتم تحرير المئات من القرى والمناطق ودحر “جبهة النصرة” والتنظيمات الإرهابية المدعومة من تركيا من الغرب إلى الحدود التركية، وعندما استعاد الجيش المبادرة تدخّل الأمريكان لوقف العاصفة وسحب القوات الجوية الروسية لإفساح المجال أمام المبادرات السياسية والتفاوض مع وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيري الذي أعطى ضمانات للجهود الدبلوماسية لكنه للأسف لم يلتزم بتعهداته، وأعادت روسيا قواتها الجوية بعد التأكد من النفاق الغربي.
والمهم في عاصفة السوخوي وماتلاها ليست التأثيرات المباشرة على سير المعارك فحسب، وإنما لأنها وجهت رسالة واضحة بأن روسيا تدافع عن أمنها الإقليمي في سورية التي تخوض حرباً ضدّ حلف إرهابي دولي تشارك فيه أمريكا ودول غربية أخرى، وأن الحديث عن حرب أهلية هو مجرّد تضليل وتشويه للحقائق.
أما في أيلول الحالي وتزامناَ مع الزيارة التاريخية التي يقوم بها السيد الرئيس بشار الأسد والوفد الاقتصادي والسياسي المرافق، وإعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ عن الشراكة الإستراتيجية مع سورية، والتوقيع على الاتفاقيات التي تترجم تلك الشراكة بأنها لا تعني فقط نتائج اقتصادية مهمة سنلمسها قريباً بعد الشراكة مع بلد تشكل سلعه ثلاثاً وثلاثين بالمئة مما يتم طرحه في الأسواق العالمية، بل يعني أيضاً بأن الصين قررت أن تخوض إلى جانبنا المعركة للتصدي للحرب الاقتصادية الظالمة التي تشنّها دول الغرب وكل المؤسسات والشركات الدولية التي تخشى أن تطالها العقوبات الأحادية، ما ينمّ عن قناعة الصين بأنها تدافع عن اقتصادها في دمشق، فالحرب الاقتصادية هي حرب عالمية على بلد بات شريكاً إستراتيجياً للصين بموجب الاتفاقات الموقعة بين البلدين.
كل ما ذُكر آنفاً يدفعنا للسؤال مرة أخرى: ألا يحق لنا التفاؤل بما حمله شهر أيلول من عاصفة السوخوي، وصولاً إلى عاصفة اقتصادية صينية قد تمزق أشرعة سفن الحرب على الشعب السوري، وتعيد نوعاً من التوازن إلى الحياة المعيشية لملايين الأسر التي تضرّرت من الحصار والعقوبات الغربية، مع الأمل بأن يرافق هذا الاتفاق الاستراتيجي عمل حكومي مسؤول ومبادر يرقى إلى مستوى الحدث.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة