من يتحمل مسؤولية تراجع أمننا الغذائي الزراعي… خبير اقتصادي لـ«غلوبال»: ليس لدينا استراتيجية أو خطط علمية
خاص حماة ِ- محمد فرحة
يواجه القطاع الزراعي اليوم العديد من العوائق والتحديات، جعلته يتأثر كثيراً كمحدودية الأرض ومحدودية إنتاجها، وسوء استثمار ما هو متاح من هذه الأرض.
لكن بالمقابل هل يعقل بعد خمسين عاماً على إحداث مؤسسة إكثار البذار ما زلنا نستورد البذار الأجنبي ودورها محصور في توزيعه، رغم أن المنتج السوري يمتلك إمتيازاً قل مثيله في العالم، لكننا لانملك خطة لا لتصنيعه ولا لتصديره، هذا يعني بفصيح العبارة سوء إدارة.
الأستاذ والخبير الاقتصادي الدكتور ابراهيم قوشجي تحدث لـ«غلوبال» عن أسباب تراجع اقتصادنا الزراعي الغذائي والصناعي فقال: ليس لدينا استراتيجية أو خطط علمية وأسس ثابتة لشيء من هذا القبيل، فمثلاً عدم تنظيم القطاع الزراعي وتأطيره في تعاونيات صغيرة رغم وجودها لا دور لها، فأصبحت عبئاً كما هناك فائض كبير جداً من التفاحيات والحمضيات، ولكن ليس لدينا خطة لا لتصنيعه عصائر ولا لتصريفه تصديرياً.
مشيراً إلى الخسائر التي تلحق بالمنتجين في غياب السياسات السعرية، ولذلك نرى العديد من إنتاجنا سنة لدينا فائض منه وسنة قلة وندرة في الوفرة.
مضيفاً: كنا نزرع عباد الشمس وسهل الغاب شاهد على ذلك فكانت معامل وشركات الزيوت مزدهرة، يقابلها اليوم استيراد بذور عباد الشمس واستيراد الزيت، رغم كل الدعم الذي قدم وما زال يقدم للقطاع الزراعي، لكنه لايذهب في سياقه للارتقاء بهذا القطاع الحيوي المهم وحمالة الاقتصاد السوري.
ولدى سؤاله،هل لمحدودية الأرض دور في هذا التراجع؟
فيجيب قوشجي قائلاً:لا أعتقد بأن ذلك له أثر كبير، فالإنتاج السوري مميز ويختلف عن كل إنتاج العالم المماثل، خذ مثالاً البصل المستورد اليوم ألم تلاحظ عدم الرغبة في شرائه،فلو كان منتجاً سورياً لاختلف الوضع تماماً،فالمطلوب دوماً هو تعزيز هذا القطاع من خلال وضع استيراتيحية ثابتة، فضلاً عن أن الأسمدة المستوردة الآزوتية لاتفي بالغرض المطلوب، وبخصوص الحيازات الصغيرة نتغلب عليها بالتعاونيات، فالموضوع ليس كيمياء أبداً.
بالمختصر المفيد كانت سورية دون سواها من البلدان العربية التي يغطي إنتاجها حاجتها ويفيض، الأمر الذي كان يسبب إرباكاً للحكومات، أي لافجوة غذائية، في حين اليوم نستورد البصل والبذار والشركات الإنتاجية الصناعية الزراعية مشلولة بل تشتغل للغير كمعامل الزيوت والمحالج وهذا مؤسف، فهل لأحد من وزارة الزراعة أن يحدد لنا دور مؤسسة إكثار البذار، والأسئلة تدور..
طريقك الصحيح نحو الحقيقة