خبر عاجل
السوري عمر خربين يسجّل ثلاثية في الدوري الإماراتي تأهيل 7 مدارس وقريباً تأهيل 9 أخرى… مدير تربية حماة لـ«غلوبال»: تأمين شواغر الاختصاصيين بإعادة الإداريين للصفوف وبالوكلاء البلديات قلقة من الهزّات! الرئيس الأسد يصدر مرسوماً تشريعياً بعفو عام عن جرائم الفرار والجنح والمخالفات المرتكبة قبل تاريخ 22.9.2024 معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

من يسمع أنين المواطن…؟

خاص غلوبال – هني الحمدان 

انقشع غبار الزلزال برغم ما خلّف من مآسٍ ونكبات وفواجع، رحل عنّا أحبة وأهل، وترك الحسرات والأنين عند المصابين والمشرّدين، كلّهم يخصّنا وجعهم ونكبتهم،فهل انتهى الأنين إلى غير رجعة،يبدو أنه سيبقى ملازماً لحياة الجميع.

كان رجال الإنقاذ يصمتون بكل إصغاء لأي صدى أو أنين، وهنا ننحني إجلالاً لجهودهم الكبيرة، التي ستسجّل في صفحات تاريخ عملهم البطولي،صحيح أدّوا مهمتهم على أكمل وجه، وغادروا ولكن في حلوقهم غصّة، غصّة توهمهم بأن هناك أنيناً من شخص يستنجد بهم، وهنا هل انتهت المهمة مع انتهاء كل الأعمال..؟.
 
المهمة لم تنتهِ ياسادة، أنصتوا جيداً، ثمة أنين يستجدي الحياة ،هل تسمعونه؟  والسؤال هنا ليس لرجال الإنقاذ، بل للجميع، وتحديداً لمن ينبري و”يتفشخر“ في المكاتب الرسمية،لمن يركب سيارات الحكومة، لمن ولمن،وهم كثر هل تسمعون؟.

إنّه المواطن الذي يستجدي الحياة، فقط ليعيش مستوراً، وليس مرفهاً ومنعماً، راضياً بالشيء القليل الذي يسدّ جوع ”عياله“، فقط يحلم بربطة خبز وكأس من  الشاي وقرص فلافل تبّت حياة كهذه…!
  
سيكبر حجم الأنين، ليس ذاك الذي تركنا مكانه، بعد أن فقدنا أهلاً لنا، ولم نستطع وقف أنينهم المتأتّي من تحت الأرض، فالأنين اليوم يستجدي الحياة من فوق الأرض،أصحاب الأنين القابعون فوق التراب، ليسوا فقط من تعرّضت منازلهم لدمار أو تصدّع، بل الأغلبية من المواطنين تعالى أنينهم مع ظروف المعيشة الصعبة، يعيشون أتعس الظروف، في وقت بات يكرّم فيه اللصوص ولهم منزلة أولى، وقت بخيل جداً مع الشرفاء،وقت صار يعزّز فيه المنافقون والسفلة، و لم يعد للنظيف والناصح المحب مكان فيه. 

من يعمل لمصلحة المواطن بكل إخلاص، المواطن هو صاحب الأنين الذي تتعالى  ”استنجاداته“يوماً بعد يوم،ماذا يطلب وماذا يريد ولماذا يئنّ ماذا فعلتم لتخفيف أوجاعه وأنينه المتواصل..؟ 
 
المواطن يحتاج للقمة عيش فقط بأقل الأسعار ومكان بسيط يؤويه، طلباته محدودة، قنوع جداً، على عكس ما تضمرون له، وما تعقدون من صفقات وحصص تتوازعونها يومياً يا سادة.

ماذا نحتاج جميعاً لنفكّر بماذا  تحتاج حياتنا، وهل نعيد رسم خططنا للمستقبل من جديد؟ هل نغرق باستيراد سيارات وربما تجهيزات كمالية، ولا ننظر ونضع في قوائم تجهيزاتنا ما نحتاجه وقت وقوع الفواجع والكوارث أم نبقى نتحسّر ونتذرّع؟.

لسنا بحاجة إلى سيارات الدفع الرباعي و”الليكزس“ لتغزو ”مصفّات“الوزارات والإدارات وتطوف بالشوارع أثناء الليل وأطراف النهار، نحن نحتاج إلى معدّات إنقاذ وبناء، لسنا بحاجة إلى أساطيل السيارات المصفّحة والمزركشة و لتجهيزات في الدوائر الرسمية بلا فوائد، بل نحتاج إلى جرّافات وحفّارات، تسعف البلد إن تعرض لكارثة أو فاجعة أو عندما يصيبه أي نزف، ولا نبقى نتذرّع، كما عرّانا الزلزال وعرّى حكومتنا وتجهيزاتها المتواضعة..

المواطن لم يعد يكترث للسيارات السوداء ”المفيّمة“ ولا لمن يركب فيها، هو  بحاجة إلى علاج وسرير في المستشفيات يريحه ويخفف من ألمه وألم أسعار الدواء، يحتاج لحافلات نقل تحترم آدميته والتي  هي حقّه بلا منّة ولا  مكرمة منكم يا سادة..

المواطن لا يحتاج  لقصور وفيلات ومسابح كما أنتم تتنعّمون، يحتاج لبيوت متواضعة مناسبة فقط، يحتاج لسقف يؤويه،أفعالكم وسوء أعمالكم مكشوفة، أفلا تخافون من أن يحلّ بكم الجوع الطائش على حين غرّة،افعلوا لغدكم وارحموا مواطنكم،فقصوركم لن تحميكم من سوء تصرفاتكم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *