خبر عاجل
غرفة عمليات مشتركة لاستقبال أهالينا الوافدين من لبنان… نائب محافظ ريف دمشق لـ«غلوبال»: تجهيز 3 مراكز ايواء رئيسية وتأمين كافة المستلزمات اللوجستية التصفيات الآسيوية.. منتخبنا الوطني يهزم بوتان سعي لتسليم الوثائق في المنازل… مدير فرع بريد حماة لـ«غلوبال»: قريباً وضع 3 مكاتب جديدة بالخدمة وخطط لتصديق أوراق وزارة التربية إحداث خطوط جديدة… مدير هندسة المرور بريف دمشق لـ«غلوبال»: نهدف لربط المناطق ببعضها وتخفيف تكاليف النقل عن المواطنين  السورية للتجارة توزع الغاز المنزلي…  مدير الفرع بدرعا لـ«غلوبال»: الكميات توزع حسب المتوافر دون أي تأخير متر الألمنيوم يلامس المليون ومئتي ألف… رئيس جمعية البلور والألمنيوم بحماة لـ«غلوبال»: قروض الطاقة وتمويل بناء المقاسم الصناعية أبرز مطالبنا أجواء خريفية معتدلة… الحالة الجوية المتوقعة هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | محلي | نيوز

موجة غلاء جديدة “تضرب” أصحاب الجيوب الضعيفة في أعياد رأس السنة ….و”النزلة” إلى الأسواق مخاطرة فعلية.. فمن يتجرأ ..؟!


 
خاص حلب -رحاب الإبراهيم 


تبدو “النزلة” إلى الأسواق في أيام نهاية العام الأخيرة، مخاطرة فعلية، تحتاج إلى وضع “حبة تحت اللسان” درءاً لأي مضاعفات مفاجئة، لا يقوى أصحاب القلوب والجيوب الضعيفة على تحمل ارتفاع مؤشرات أسعار السلع الجديدة، في ظل اقتناص تجار “حرابيق” كما يصنفون أنفسهم فرصة الأعياد، من دون اكتراث فعلي بالواقع الاقتصادي والمعيشي المزري، مبرمجين تسعيرتهم على قاعدة مغلوطة بأنه طالما المواطن قادرا على الشراء لا مشكلة من رفع الأسعار وخاصة في المناسبات، التي يضطر فيها إلى كسر القواعد وابتياع بعض الاحتياجات أصبحت محرمة عليه لإدخال بعض الفرح إلى البيوت الباردة..


وحتى لا نلقي بالملامة على تجار هذه الأيام العصيبة فقط، فالحكومة أيضاً تتبع هذا المعيار المقلوب، عند التفكير في إصدار قرارات رفع أسعار السلع الأساسية والمشتقات النفطية، حيث ارتكزت في جميع قراراتها الارتجالية على قوة تحمل المواطن وصبره وقدرته على تدبير شؤون بيته، إلى أن أوصلته إلى مكان عجز فيه عن تدبير شؤونه حتى مع إتباعه سياسة شد البطون إلى حدها الأعظمي، علماً بأن عائلات كثيرة تضطر إلى النزول إلى الأسواق شاحذة نفسها بكل الأدعية لتخفيف وطأة موجة الغلاء الجنونية، ولاسيما أن شراء مستلزماتها قد يكون عن طريق الاستدانة أو الاستقراض أو الجمعيات أو اللمات العائلية كإجراء معهود لتأمين احتياجات حفلات الميلاد أو رأس السنة المنزلية أو أي مناسبة أخرى ، مع أن النسبة الأكبر كما هو معروف تعتمد على الحوالات الخارجية لتدبير أمورها المعيشية، بالتالي الاعتماد على زحمة الأسواق في هذه المناسبات لشراء كم كيلو بندورة أو بعض الفواكه أو حتى الموالح لترفيه النفس قليلاً ولا يمكن اعتباره مقياساً للتأكيد بأن أحوال المواطن مرتاحة. 


موجة الغلاء الجديدة غير المبررة، التي تضرب أسواقنا المنفلتة من عقالها، بسبب أعياد الميلاد ورأس السنة، تتحمل مسؤوليته بالدرجة الأولى وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وشركاؤها من الجهات المعنية في ضبط الأسواق ومحاسبة التجار المخالفين، ففي الوقت الذي يفترض توجيه كل الجهود صوب مراقبة الأسواق واتخاذ إجراءات قوية لضبط من يخالف ويبيع بأسعار زائدة، نجدها مشغولة بإصدار قرارات قد تزيد الوضع سوءاً، عدا عن الدخول في مناكفات مع إعلاميين وخبراء اقتصاديين وأعضاء من مجلس الشعب حتى مواطنين لمجرد الاعتراض والشكوى من واقع معيشي، كان أداؤها الضعيف سبباً في تأزيمه وإبعاد الغطاء الحمائي عن المستهلك، الذي أعلن عجزه نهائياً عن تحمل أي ضغوط جديدة في ظل ارتفاع تكاليف معيشته التي باتت تقارب مليوني ليرة، فكيف إذا تجرأ وفكر ببعض الترفيه من قريبه في بيته، حيث يحتاج على أقل تقدير لـ500 ألف ليرة لشراء احتياجات هذه المناسبة، التي ستكتفي عائلات كثيرة بشراء بعض الفواكه والسلام، فاليوم كيلو فروج المشوي مثلاً تجاوز 50 ألف ليرة، أما الأسماك فحدث عن أسعارها ولا حرج، والفواكه رغم أنها إنتاج محلي لكنها خرجت عن حسابات الكثيرين، بالتالي كان حرياً بوزارة التجارة الداخلية والوزارات الشريكة أيضاً توجيه الاهتمام نحو توفير هذه السلع بصالات السورية للتجارة بأسعار مقبولة على نحو يشجع المواطنين على التوجه إليها وترك أسواق التجار للمقتدرين، ما يسهم في تخفيض الأسعار  واتساع نطاق القادرين على نيل بعض الترفيه المكلف، الذي سيصيب الجيوب في كسر واضح لاحقاً عند حساب التكاليف مع القليل المتوافر.


استمرار ارتفاع أسعار السلع بلا حول ولا قوة من وزارة التجارة الداخلية، التي تقف متفرجة كغيرها من الوزارات المعنية في ظل واقع معيشي واقتصادي  كان الأسوأ، يفرض مراجعة فعلية في حسابات الحكومة وتغيراً في طريقة أدائها في التعامل مع حال الأسواق والمواطنين، وإن كانت هناك أخبار مسربة عن تعديل حكومي مرتقب، يأمل السوريون إن حصل تشكيل فريق اقتصادي قوي على قدر تضحياتهم وصبرهم، بحيث يكون من أصحاب الخبرات والكفاءات القادرين على إنتاج حلول من خارج الصندوق ويمتلكون رؤية لاستثمار خيرات البلاد في القطاعين الزراعي والصناعي بدل تحميل المسؤولية بشكل دائم للحرب والحصار، فالبلاد تمتلك إمكانات وموارد كثيرة إن أحسن استثمارها مع مواردها البشرية ذات المقدرات ستكون هناك قدرة على تحقيق اكتفاء ذاتي يقينا من الصدمات والنكبات المستمرة أقله تأمين المنتجات المحلية بأسعار مقبولة بدلا من تحكيم المستورد في رقابنا ولقمة عيشنا، فهل سنرى تبدلا في الأداء الحكومي في العام القادم ينعكس إيجاباً على معيشة السوريين المنكوبة أم إنهم سيظلون يدفعون ضريبة العجز الناجم عن ضعف أصحاب المناصب وكثرة المحسوبيات والفساد..وهذا ما لا نأمله ولاسيما مع بوادر الحلحلة الخارجية، وإن كنت أؤمن أن الحلحلة الداخلية الأهم لتحقيق الفرج المرجو بعد طول انتظار وصبر فاق صبر أيوب وأكثر.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *