نبحث عن الإنسانية ونحن الإنسان..!
خاص غلوبال – هني الحمدان
هل هو المال والجشع الذي أصبح كل شيء في مجتمعنا، هل المادة دمرت كل معنى جميل من معاني الإنسانية..؟.
علاقات للأسف تشوهت وأصبح الزمن زمن المادة يسير كل شيء بدواخلنا وكلامنا وتصرفاتنا وأعمالنا، انتفت الصفات الجميلة، باتت مزركشة ومغشوشة، حتى النفوس تاهت وتلبدت الضمائر وماتت أيضاً، حيث الكذب والرياء والنصب والسرقة وربما قتل أرواح بريئة للحصول على المال..!.
نعم الوضع الاقتصادي المتدهور وآثاره الكارثية تظهر يوماً بعد آخر، وطغيانها على كل عمل ونشاط وعلاقة، لم تعد للإنسانية أي صفة من صفاتها الراقية سوى اسم سيندثر لاحقاً، كنا نقول ونعيش معانيها، فالإنسانية أسمى معاني الوجود، تتجاوز حتى اللغات المحكية، ولها القدرة على تجاوز كل الخلافات والتعبير عن الذوات الإنسانية بحيث تأنف من إيذاء نملة بلا سبب، فما بالك من إيذاء إنسان وقتله من أجل المال..؟!.
كنا نسمع ونقرأ أن الإنسانية ستظل أسمى القيم…بمعنى: كن إنساناً أو مت وأنت تحاول، فلم كل هذا الخراب الذي يساهم فيه الإنسان في سبيل كبر زائف وتعال و أنانية وقوة واهمة؟.
أليس غريباً أن نسمى إنساناً ولا إنسانية فينا؟ أليس غريباً أننا مازلنا نبحث عن الإنسانية ونحن الإنسان؟ نفوس صدئت من كثر ما عملت تسعى بكل ما أوتيت من قوة لأجل عمل واحد الكسب غير المشروع ولو كان ” تشليح ” الناس ثيابهم..!.
التاجر يمسك منشاراً بيده، يفرض الأسعار بلا هوادة أو رحمة، والبائع يسرق ويغش، والصناعي يتلاعب بالمواد ويخلطها ويعيد إنتاجها بلاضمير أو رأفة، الموظف فقط يذهب لتبرير دوامه فقط، من بيدهم المسؤولية يراوغون ويكذبون لتمرير ما يخططون له وجني ثمار الصفقات..!.
كل شخص لاهم له سوى تحقيق مبتغاه بغض النظر ما يسلك من طرق ووسائط، ولو على حساب رقاب الناس..!.
وفي سبيل الاستمرارية بهذا المجتمع الكئيب وفي هذه البيئة المزيفة، نسينا تماماً أننا بشر يحكمنا الحب وتحكمنا المشاعر قبل كل شيء، تجمعنا المودة والرحمة والعطف، لنضمن استمرار التعايش بالتسامح، إلا أننا أصبحنا نعيش في سجن الإنسانية المقيد بأغلال الحقد والكراهية المنتشرة، ونتحدث عن الرقي في حين أننا لا نرى سوى تخريب أكثر من طرف الإنسان للإنسان نفسه..!!.
لقد صرنا نبحث عن الصفات الغالية بعد التلوث الكبير، للأسف في زمن قوي ساعد الإنسان فيه، لكن اضمحلت الإنسانية بكل قيمها، صرنا نبحث للأسف على أن تكون إنساناً في كوكب اختزل الإنسانية في التعاظم والتعالي والكبر والغرور والسرقات والفساد، فالإنسان ذلك الكائن الراقي الذي يفترض به ألا يسير وراء غرائزه، صار الآن يهرول وراء ذلك التعاظم والكبر والتعالي بصورة أكبر، ويتباهى به بكل شموخ أمام غيره، فكثر هم أولئك الذين سرقوا ووصلوا لمنزلة ما، لكنهم سيبقون “صعاليك” مارقون..!.
لينظر كل إنسان بذاته ويقف ولو لبرهة من الوقت ويسأل حاله، ماذا بعد وأين أنا وماذا فعلت..؟ ولماذا لا أقدم الخير للغير..؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة