نصف مليون طن نفايات دمشق في ستة أشهر والنباشون ومشغلوهم يطلبون المزيد… خبير لـ«غلوبال»: 25 ألف طن منها يمكن إعادة تدويرها واستثمارها
خاص دمشق – زهير المحمد
أكثر من نصف مليون طن من النفايات رحلتها مديرية النظافة في محافظة دمشق خلال النصف الأول من العام الجاري، وذلك حسب تصريحات المشرف العام لمجمع الخدمات ومدير النظافة في محافظة دمشق المهندس عماد العلي.
إلا أن ضخامة الكمية والجهود الكبيرة المبذولة في هذا السبيل كان يمكن لها أن تحقق عوائد اقتصادية مهمة لمحافظة دمشق وغيرها من المحافظات التي تبحث لاهثة عن مصدر لتحقيق إيرادات تمكنها من تغطية نفقات خدماتها، لو أنها قامت باستثمار “كنز النفايات” الذي ترك للنباشين ومشغليهم، هذا إضافة إلى المظاهر غير الحضارية التي باتت منتشرة في جميع أنحاء المدينة، من خلال قيام أشخاص يركبون عجلات هوائية أو دراجات نارية بثلاثة إطارات يقومون بفرز النفايات في أكياس خيش تاركين وراءهم الشوارع ملأى بالنفايات والقاذورات.
في أغلب مكبات النفايات توجد مجموعة من النباشين غالبيتهم من الأطفال، مهمتهم فرز المعادن والبلاستيك والخبز وغيرها، وحسب أحدهم ويدعى أحمد -20 عاماً -فإنه يقوم بدفع مبلغ لمتعهد المكب مقابل السماح له بعملية فرز النفايات، قد يصل إلى مئة ألف ليرة يومياً، وهو ومجموعة من النباشين لا يقل عددهم عن 10 في معظم الأحيان، مضيفاً أن المبلغ الذي يحققه بعد دفع “الأتاوة” يتراوح ما بين 100 إلى 150 ألف ليرة يومياً، وهذا حسب “دسامة” النفايات وما تحويه من بلاستيك ومعادن وغيرهما.
في حين تقول السيدة حسنة بأنها تعمل ليلاً في نبش الحاويات وتحقق دخلاً مكنها من تربية أولادها فدخلوا الجامعات والشباب منهم يساعدونها في عملها، مشيرة إلى أنها طورت عملها، فبعد أن كانت تبيع ما تفرزه للبائعين الجوالين، أصبحت اليوم صاحبة مستودع لشراء وبيع المواد القابلة للتدوير، وهذا ما زاد من دخلها.
من جانبه قدر الخبير الاقتصادي معتز أحمد خلال حديثه لـ«غلوبال» نسبة المواد القابلة للتدوير في القمامة بأكثر من 5%، وتالياً يوجد أكثر من 25 ألف طن من المواد التي كان بالإمكان لمحافظة دمشق أن تستغلها بشكل حضاري وتحقيق موارد ضخمة ربما تغطي تكلفة وقود سيارات النظافة، ومستلزمات صيانتها، بدلاً من تركها بيد أشخاص “مدعومين” يشغلون عشرات النباشين ويحققون الملايين.
ولفت الخبير إلى أن الخسارة ليست اقتصادية فقط بل هي بيئية وصحية، حيث يلاحظ جميعنا كيف يترك النباشون القمامة جانب الحاويات مسببين التلوث البصري والروائح الكريهة، إضافة إلى الأمراض التي قد يصابون بها وربما تنتقل إلى كل من يتعامل معهم.
وبين أحمد أن معظم دول العالم تستثمر في النفايات ويتم تعهيدها إلى شركات متخصصة تحقق نظافة المدن بشكل مجاني وربما تعطي مقابل استثمار لوحدات الإدارة المحلية، بينما وحداتنا الإدارية تتفاخر بالضبوط الشكلية بحق بعض النباشين، متسائلاً متى نستغل هذا الموضوع ونضع حداً للفاسدين الذين يسرقون هذه الموارد ويزيدون من قذارة شوارعنا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة