نفخ جديد في قربة مثقوبة…الاتصالات ترفع أسعارها…«ألو ألو.. ماحدا عم يسمع حدا»
خاص غلوبال – شادية إسبر
خبر جديد ينضم إلى أخبار الصدمة السلبية السورية، الهيئة الناظمة للاتصالات والبريد ترفع أجور أسعار خدمات الاتصالات الثابتة والخليوية والانترنت اعتباراً من بداية شهر أيار القادم.
أول كلمة تسمعها من فم الأكثرية السورية ”الراتب لا يتحمل كل هذا“، حتى لو كانت نسبة رفع الأسعار بسيطة تبقى كلمة ”رفع“ تقض مضاجع الجميع، بعد أن تحولت الحياة الاقتصادية لأكثر من 88% من ”المواطنين“ إلا قلة في المداخيل وكثرة في المصاريف ليصرخ ميزان المدفوعات والمدخلات بأعلى صوته:الكفة خاسرة.
يتساءل الكثيرون باستغراب دون إجابة عن فكرة رفع الأسعار للخدمات والرسوم والضرائب والأسعار، بينما تخفّض قيمة أجر العمل سواء أكان موظفاً براتب في القطاع العام أم عاملاً في قطاع خاص أم فلاحاً يبيع منتجاته (أسعار القمح والشعير مؤخراً)، أو حتى عائدات المشاريع الصغيرة والمتوسطة نظراً لارتفاع التكاليف، والسؤال هنا طبعاً كيف يُنجز حل معادلة التكاليف ودفع المستحقات؟ يبدو أنها معادلة مستحيلة الحل.
يعرف أكثر السوريين أن خدمات شبكتي الاتصالات الخلوية الوحيدتين في سورية ليست بالسوية الجيدة لعدم قدرتهما على تجاوز الكوارث في البنية التحتية السورية خلال سنين الحرب، والارتفاع الكبير لكُلف المكونات الأساسية والمصاريف التشغيلية لشبكات الاتصالات الخلوية والثابتة – حسب كلام الهيئة الناظمة للاتصالات – فكان رفع أجور المكالمات وبوابات الانترنت ”بهدف ضمان استمرار خدمات الشركات العاملة في مجال الاتصالات لمشتركيها“.
إي إن الشركتين غير قادرتين على الاستمرار في عملهما إلا إذا زادت تعرفة المكالمات بنسبة 30-35%، ما يحيلنا إلى ماذا جرى العام الماضي في شركة ”سيرتيل“كنموذج للأرباح والعائدات.
بحسب البيانات المالية الأولية التي نشرتها سوق دمشق للأوراق المالية وذلك عن الفترة المنتهية في 31/12/2022، أظهرت النتائج نمواً في صافي الدخل بعد استبعاد أثر أرباح تقييم مركز القطع البنيوي من 107.9 مليارات ل.س في نهاية العام 2021 إلى 127.7 مليار ل.س في الفترة ذاتها من العام 2022 أي قرابة 10 مليارات ليرة شهرياً.
كما وسجلت الشركة نمواً في صافي موجوداتها وذلك من 878.3 مليار ل.س في نهاية العام 2021 إلى1.1 ترليون ل.س في نهاية العام 2022.
أرقام مرعبة لقطاع اقتصادي سوري تقول عنه الشركة إنه لايسد حاجتها للصيانة وتنفيذ خطط التحديث وتوسيع العمل وتقديم الخدمة نظراً لتقلبات سعر الصرف، وارتفاع أسعار الوقود، وغياب التغذية الكهربائية، ما يجعل الشركة مثل المواطن، مصروفات أكبر من العائدات، وليتوه الكل في الدوامة ذاتها والنفخ في ذات القربة المثقوبة.
يتندر السوريون بحسرة منذ عام، حين تم رفع أجور الاتصالات الخلوية بنسبة 50%، بعبارة درجت بين مختلف الأوساط: ”لا تفتح الخط كنت عم علملك“ – miss call – وحتى لو كانت الغاية إجراء المكالمة وليس التعليمة فإن الدقيقة الأولى من الاتصال تستهلك على ”ألو سامعني؟ طيب هيك… ما في تغطية.. إلخ“ وقد ينتهي الاتصال كاملاً على هذا الحال .. ألو ألو .. ولا أحد يسمع أحد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة