هزالة مساعداتهم لن تغطي حجم إجرامهم
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
أعلنت القيادة المركزية الأمريكية أنها أوصلت 820 طناً من المساعدات إلى مستودعات المنظمات الإنسانية في غزة عبر الرصيف العائم الذي أنشأته على شاطئ المدينة المنكوبة.
ومع أن مئات الآلاف من سكان المدينة الذين يعيشون بين أنقاض بيوتهم التي دمرتها “إسرائيل” بآلاف الأطنان من القذائف الأمريكية يشتكون من عدم وصول المساعدات إليهم، وأن بعضهم يلاقي حتفه قبل أن يصل إلى المساعدات بسبب الاستهداف المتعمد من جيش الاحتلال الإسرائيلي، أو حتى بسبب الأمراض المتعلقة بالجوع وعدم توفر مياه الشرب النظيفة، أو بسبب الضغوط الناتجة عن مصاعب الحياة، أو بسبب الحزن والفقد.
على الرغم من كل ذلك يتساءل الجميع في أصقاع الأرض هل تستطيع تلك المساعدات الهزيلة أن تغير الصورة الإجرامية للإدارة الأمريكية باعتبارها شريكاً فعلياً لمجرمي الحرب الذين يدمرون قطاع غزة، وماذا تساوي تلك الأطنان أمام آلاف الأطنان من القذائف المدمِرة التي تصل بالتزامن من أمريكا إلى “إسرائيل” أسبوعياً عبر البحر والفضاء واليابسة، بالتوازي مع إغلاق المعابر البرية أمام مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات على الحدود المصرية؟.
إن الرئيس الأمريكي بايدن الذي يغطي على جرائم “إسرائيل” لم يكتف بالسكوت عن استخدامها لألف طن من القذائف يومياً منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بل أعلنها بكل صفاقة، أنه لا يعطي أي قيمة لقرار محكمة العدل الدولية، ولا لمذكرات التوقيف بحق نتنياهو وشركاه في الإجرام.
كما أن مندوبته في مجلس الأمن ستستخدم الـ”فيتو”، إن أحالت العدل الدولية قراراً إلى المجلس يجبر “إسرائيل” على وقف فوري لإطلاق النار، وفق تصريحات المسؤولين الإسرائيليين الذين يرتكبون الجرائم تحت الغطاء السياسي الأمريكي المتباهي بتقديم مساعدات لم تصل لمحتاجيها بعد.
ما نريد قوله، وما يقوله المتظاهرون في أمريكا وفي كل دول العالم: إن من يقدّم المساعدات يجب ألّا تكون يداه ومراكبه ملطخة بالدماء، فالشعوب بحاجة إلى كل ما يعينها على الحياة، لا إلى شعارات معلبة ومغلفة بالإنسانية بيد وتدعم قتلتهم باليد الأخرى.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة