خبر عاجل
معدلات الانتحار أعلى بـ 8% عن العام الماضي… أخصائية نفسية لـ«غلوبال»: زيادة الحالات نتيجة لضغوط نفسية واجتماعية تحديث المخابز وجودة الرغيف عدسة غلوبال ترصد أحداث مباراة الاتحاد أهلي حلب والجيش انخفاض درجات الحرارة… الحالة الجوية المتوقعة الذهب مستمر في تحطيم الأرقام القياسية محلياً… محلل مالي لـ«غلوبال»: بتنا أقرب إلى سعر 3 آلاف دولار للأونصة بعد تحديد موعد التسجيل… عضو المكتب التنفيذي المختص بريف دمشق لـ«غلوبال»: توزيع مازوت التدفئة اعتباراً من الشهر المقبل والأولوية للمناطق الباردة أرقام فلكية لأجور قطاف وتخزين التفاح… رئيس اتحاد فلاحي السويداء لـ«غلوبال»: تأخر صدور التسعيرة انعكس سلباً على واقع المحصول كندا حنا في عمل جديد بعنوان “عن الحُبّ والموت” من إخراج سيف الدين سبيعي تدهور سرفيس على طريق دير الزور الميادين… مدير مشفى الأسد لـ«غلوبال»: وفاة شخص وإصابة 9 آخرين بينهم أطفال ونساء وفاة لاعب منتخب سورية لكرة السلة غيث الشامي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

هل بات الانسحاب الأمريكي من سورية وشيكاً؟

خاص غلوبال ـ علي عبود

يطرح تسارع الأحداث في المنطقة سؤالاً بمنتهى الأهمية: هل تخطط أمريكا لسحب قواتها العسكرية من سورية سريعاً؟.

قد يبدو السؤال مستغرباً لدى الكثيرين، لأن كل تصريحات المسؤولين ومديري مراكز البحوث الأمريكية تجزم أن الاحتلال الأمريكي باق إلى أمد طويل، والأهداف واضحة: منع التواصل الجغرافي بين دول إيران والعراق وسورية،ومساعدة إسرائيل بشن اعتداءات على هذه الدول كما حدث في السنوات الأخيرة، وتسهيل العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم داعش في كل من سورية والعراق، وتكريس كيان إنفصالي في الشمال السوري، وتقديم تسهيلات لوجستية واستخباراتية لحكومة العدو الصهيوني في حال اتخذت قراراً بشن اعتداء محدود أو شامل على إيران.

ومهما تعددت أهداف الأمريكيين لتبرير احتلالهم لمناطق استراتيجية في سورية، فإن تجاربهم في الدول التي احتلوها تؤكد لأنهم يتخذون قرار الانسحاب منها دون إعلان مسبق، ودون إبلاغ حلفائهم أو عملائهم المأجورين، وبالتالي فإن انسحابهم من سورية فجأة قد يكون بات وشيكاً بعد التطورات الأخيرة والمتسارعة وهي:
ـ الاضطرابات في إسرائيل والتي تهدد باندلاع حرب أهلية بين المكونات المتناقضة في كيان العدو، ما يدفع بحكومته إلى الهروب منها بشن عدوان واسع على إيران، وسواء كان العدوان بموافقة ضمنية من واشنطن، أم لتوريط إدارة بايدن بهذه الحرب، فالأمريكان لن يتركوا إسرائيل وحيدة في مواجهة عدوتها إيران.

ـ إعلان إيران في 26/2/2023 عن إتفاق لتزويد سورية بمنظومة صواريخ دفاع جوي من طراز (خرداد 15)، لوضع حد لاعتدائتها المتكررة والتي لن تتوقف إلا بتهديد جدي بإسقاط طائراتها سواء في سماء سورية أم في الأجواء التي تشن منها اعتداءاتها.

وعندما تعلن إيران عن هذ الاتفاق فهذا يعني أن الصواريخ وصلت فعلاً إلى سورية ويمكن وضعها في الخدمة قريباً، وهذه المنظومة من الصواريخ مصممة لاستهداف الطائرات المقاتلة والصواريخ البالستية والطائرات المسيرّة في نطاق 150 كيلومتراً، وتستطيع تتبعها على مدى 120 كيلومتراً، كما يمكنها أيضاً اكتشاف أهداف كالطائرات الشبحية في نطاق 85 كيلومتراً وضربها في مدى 45 كيلومتراً، وهي قادرة على اعتراض 6 أهداف في وقت واحد.

وهذا التطور الجديد قد يكون حافزاً طارئاً بالنسبة لحكومة العدو لشن عدوان واسع على إيران أوسورية، وبالتالي فإن الإدارة الأمريكية وتحسباً لأي مغامرة إسرائيلية سوا بموافقتها الضمنية،أم اضطرارها لمساندة حليفتها فوراً،سيحتم عليها تحسباً أن تنسحب سريعاً من سورية.

ـ بعد إخفاق التوصل إلى اتفاق نووي بالشروط الأمريكية، تصاعدت الضغوط الأمريكية ضد إيران، وزاد وجودها مع حليفتها بريطانيا في المياه الإقليمية لعدد من الدول، بل عززت تواجدها أيضاً في اليمن وقرب مضيق باب المندب مما يؤشر إلى نيتها بالتصعيد؟.

هذه التطورات تدفع باتجاه طرح السؤال بجدية كبيرة: هل باتب الانسحاب الأمريكي وشيكاً؟.

إن هذه التطورات تجعل القواعد الأمريكية في سورية هدفاً سهلاً في حال اندلاع أي مواجهة سواء أكانت محدودة أم شاملة، لأنها على عكس قواعدها في العراق فهي غير مجهزة لصد أي صواريخ تستهدفها وتتسبب بمقتل عدد كبير من جنودها لايمكن أن تتحمل وزرهم أمام الرأي العام الأمريكي.

وإيران التي قصفت القاعدة الأمريكية في عين الأسد بالعراق لن تتردد بقصف القواعد الأمريكية في سورية، وبالتالي لن تغامر الإدارة الأمريكية بجعلها هدفاً سهلاً لأي أعمال إنتقامية.

ونحتلف جذرياً مع الأسباب والأهداف التي ذكرها الكثير من المحللين، وعددتها التقارير الإعلامية حول زيارة رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، الجنرال مارك ميلي إلى قاعدة التنف الأميركية، والتي وصفوها بأنها (أوّل زيارة لأرفع مسؤول عسكري منذ التدخّل الأميركي البرّي في سورية عام 2014).

نعم قد تكون هذه الزيارة حملت رسائل متعددة وباتجاهات مختلفة، لكن الملفت أن قاعدة التنف كانت المحطة الثانية للجنرال ميلي بعد تل أبيب، وهما غير منفصلتين، فإذا كان بصدد تحذير حكومة العدو أو زجرها من شن اعتداء واسع على إيران، أو التنسيق معها على هذا الاعتداء لإنقاذها من وضعها الداخلي المتفجر، فإن زيارته إلى قاعدة التنف ستكون لإخبار قيادات الاحتلال الأمريكي بانسحاب وشيك من سورية حرصاً على سلامتهم وأرواحهم.

وليس صحيحاً أن الجنرال مارك ميلي أتى إلى سورية لمناقشة التصاعد غير المسبوق في الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على القواعد الأميركية، وليس بهدف تصعيد الضغوط على دمشق، وعرقلة الانفتاح العربي عليها ،فالقضية أعقد من ذلك بكثير فهي أتت على خلفية التهديدات الجدية لحكومة العدو لإيران كحل لتوحيد جبهتها الداخلية في مواجهة عدو خارجي يهدد وجودها.

وعندما تعلن إسرائيل أن الجنرال الأمريكي ناقش مع نظيره هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي(قضايا الأمن الإقليمي وتنسيق الدفاع ضد التهديدات التي تشكّلها إيران وارتفاع منسوب التوتر معها على خلفية برنامجها النووي)،فهذا يعني أن انتقاله مباشرة إلى قاعدة التنف في المثلث السوري الأردني العراقي قد يكون مناقشة إجراءات انسحاب وشيك من سورية تجنباً لأي استهدافات خطرة لهذه القواعد.

وليس مصادفة أبداً أن تتزامن زيارة الجنرال إلى سورية مع مساعي سياسيين بقيادة النائب الجمهوري في الكونغرس الأمريكي (مات غايتس) إلى تمرير قرار يقضي بسحب القوات الأميركية من سورية على خلفية زيادة المخاطر المترتّبة على الوجود العسكري الأميركي في سورية.

قد يكون الجنرال الأمريكي ناقش ضباطه إجراءات حماية القوات الأميركية من أيّ هجوم محتمل كما ورد في الإعلام، لكن هذا الأمر لايتطلب حضوره شخصياً، إن لم يكن الأمر في غاية الأهمية، وهو ترتيب إجراءات الانسحاب بشكل سري وسريع لأنها أهداف سهلة جداً لن تغامر إدارة بايدن بتعرضها لأي هجوم يلحق الخسائر بجنودها وضباطها.

الخلاصة: لاشك إن زيادة وتيرة الهجمات على القواعد الأميركية بشكل غير مسبوق يُقلق أمريكا، ولكن ليس إلى درجة إرسال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية إلى سورية إلا في حال كانت المهمة سرية جداً، كالتنسيق مع حليفتها إسرائيل لاحتمال التصعيد مع إيران، وبالتالي فإن الخيار الوحيد للأمريكان الانسحاب من سورية والانشغال بزيادة تعزيزات حماية القواعد الأمريكية في العراق، بل إن الانسحاب من العراق فجأة ليس مستبعداً في حال قررت أمريكا مهاجمة إيران بالتنسيق مع إسرائيل.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *