هل تأخرت الحكومة في الإعلان عن المناطق المنكوبة؟…رئيس حركة البناء الوطني لـ«غلوبال»: الإعلان لا يمس بسيادة الدولة
خاص دمشق – مادلين جليس
بعد إعلان المناطق المتضررة من الزلزال في كل من في حلب وإدلب واللاذقية وحماه مناطق منكوبة، كثر الحديث حول معنى هذا الإعلان ومايترتب عليه من دخول لجان الإغاثة والمواد الإغاثية، وحول مساس ذلك بسيادة الدولة على أراضيها.
المحامي أنس جودة رئيس حركة البناء الوطني أكد لـ«غلوبال» أن إعلان المنطقة منكوبة أمر أساسي في القانون الإنساني الدولي، وقانون النزاع الدولي الذي أساسه معاهدة جنيف والبروتوكول الأول الملحق به، وقوانين النزاع وقوانين الدفاع المدني.
وبين جودة أن إعلان المنطقة منكوبة يعني بكل بساطة أن هذه المنطقة فيها كارثة، ولا تستطيع الدولة المسيطرة على هذه المنطقة القيام بواجباتها تجاه هذه الكارثة، يعني الموارد الموجودة في هذه المنطقة أقل بكثير من احتياجات المنطقة المنكوبة.
كما أن هذا الإعلان، بحسب جودة، يتيح لكل مقدمي الخدمات الإنسانية الوصول السريع لهذه المناطق وهذه النقطة إشكالية أساسية.
ويضيف جودة: الحديث يجري لدى الكثيرين إن كنا سنفقد السيادة وهل هناك تدخل في السيادة، طبعاً لا لأن كل مقدمي الخدمة الإغاثية من أي جهة كانوا عليهم أن يعملوا بإشراف جهة محلية تنظم الأمر، وبكل بساطة فإن عمليات الإنقاذ دائماً بحاجة لجهة لتنظيم تقديم المواد الإغاثية بالمعنى التقني وبالمعني السياسي أيضاً.
وأشار جودة إلى أن هذا الأمر ليس له أي علاقة بسيادة الدولة ولايقدم ولا يؤخر فيه، بينما الأمر الأساسي برأيه، هو وجود تسهيلات أكثر للقدوم وللمغادرة للطواقم الطبية الإغاثية من كل المناطق.
وقال جودة: عملياً نحن بحاجة أساسية لهذا الأمر، فإمكاناتنا لايمكن أن ترقى لمستوى الكارثة التي ألمت بالبلد، وأعتقد أن الحديث الزائد عن موضوع أن تكون منطقة منكوبة وغير منكوبة والتخوف من ذلك هو أمر لا معنى له، لكن ومع ذلك فهذا الإعلان جاء متأخراً، فالمفروض أن يتم ذلك من اليوم الأول لأننا لانمتلك الموارد الأساسية التي لها علاقة بالزلزال ورفع الأنقاض وغيرها، وهذا اليوم الخامس فأغلب الناس التي بقيت تحت الأنقاض لم يعد من الممكن إنقاذها للأسف.
النقطة الأهم في هذا الإعلان كما يؤكد المحامي جودة، هو كون إدلب جزءاً أساسياً منها وهذا يعني أن الكارثة واحدة ويعني أيضاً أن المساعدات تمر عبر خطوط التماس بكل سلاسة ويسر.
وأضاف جودة: ولكن للقرار نقاط إيجابية مهمة من عدة جهات، فعندما تعلن المنطقة منكوبة هو أمر بالدرجة الأولى إنساني فالدولة هي التي قامت به، أما بالمعنى التقني فهذا الإعلان يعني أنها هي من أصدرت ذلك أي تبقى مسؤولة عن الإغاثة في هذه المناطق، أما بالمعنى السياسي فهو إعادة لوجود الدولة في كل هذه المناطق عبر العمل الإنساني والإغاثي،
أي أن ذلك بحسب جودة هو نقلة مهمة جداً وقرار مهم جداً ولو أنه متأخر بالمعنى الإنساني.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة