هل تحولت حوادث الدرجات النارية إلى قدر لا يمكن تفاديه؟
خاص غلوبال – زهير المحمد
لم يبالغوا عندما وصفوا الدراجة النارية بالتابوت الطائر لأن حوادثها القاتلة تتزايد باستمرار بالمدن والأرياف، على الطرقات الدولية وعلى الطرق الفرعية، وفي الشوارع الوسيعة والضيقة، كلنا يعرف هذه الحقيقة ويتابع أخبار الموت المتزايد على صهوة تلك الوسيلة المهمة من وسائل المواصلات نتيجة سرعتها وانخفاض تكاليف تشغيلها قياساً بتكاليف تشغيل السيارة في ضوء ارتفاع ثمن الوقود وتكاليف الإصلاح، ولكن السؤال المهم هو لماذا تتزايد حوادثها القاتلة؟.
للأسف وعلى الرغم من أن الدراجة النارية قد تفوق سرعتها سرعة السيارة، وتحتاج إلى شهادة سوق لايمكن منحها إلا لمن بلغ الثامنة عشرة من عمره، وتحتاج إلى لباس خاص لحماية الرأس “الخوذة”، إلا أن الناس يتعاملون معها كالدراجة العادية، ويمكن أن تجد طفلاً بعمر العشر سنوات يقودها وعلى دولاب واحد، ويضع خلفه مجموعة من أقرانه قد تصل إلى أربعة أشخاص، أما الكبار فيعتبرونها كالسيارة ويحملونها خمسة أو ستة أشخاص حتى ولو تجاوزوا قدرتها الفنية والتقيد بوزن الحمولة المناسبة، والتي من المفترض ألا تزيد على شخص مع السائق، أما المهربون فيحملونها بعشر أسطوانات غاز وبعض غالونات الزيت، ويتم استخدامها لنقل الخضر بتزويدها بعربة تجرها أو دون عربة.
وفي الغالب يجهل سائقها قوانين السير أو يتجاهلها، يقطع الطريق أو يسير عكس الاتجاه أو يسير بسرعة جنونية، وعندها تكون الحوادث كارثية وأضرارها لاتقتصر على مستخدميها، وإنما يمكن أن تتسبب بتدهور أو انقلاب بولمات لنقل الركاب أو شاحنات أو سيارات سياحية، ويزداد عدد الضحايا ولاتسلم القطارات من الحوادث التي تسببها تلك الدراجات النارية.
أعتقد أن معالجة هذه الظاهرة والحد من الكوارث التي تسببها لاتقتصر على مصادرة الدرجات النارية وقمع مخالفاتها استناداً إلى قوانين السير فقط، وإنما تحتاج إلى وعي مجتمعي للتعامل مع الدراجة النارية بطريقة تختلف عن الدراجات الهوائية أو دراجات الأطفال ذات الثلاث عجلات، ونتركها للأطفال والمراهقين يعبثون بقيادتها أو نعتبرها قاطرة ومقطورة لشحن الخضر والسلع وبكميات وأوزان لا تتناسب مع ميزاتها الفنية أو أنها وسيلة نقل غير خاضعة لقوانين السير، عندها فقط يمكن أن نخفف من الكوارث اليومية التي تتسبب بوقوعها في المدن والأرياف وعلى الطرقات السريعة والفرعية والزراعية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة