هل تملك سورية حوكمة بيانات الذكاء الاصطناعي… رئيس الاتحاد الإقليمي للتجارة العربية والإلكترونية لـ«غلوبال»: نحتاج ثقافة مجتمعية وتشريعات ناظمة

خاص دمشق – بشرى كوسا

في ظل الظروف الحالية التي تعيشها سورية وتبعات الحرب التي عانتها البلاد، والعقوبات الاقتصادية الغربية الظالمة التي أثرت على كل مقومات الحياة، أين سورية اليوم من الذكاء الاصطناعي، وما هو السبيل لإنجاز التحول الرقمي بالشكل المطلوب..؟.

رئيس الاتحاد الإقليمي للتجارة العربية والإلكترونية الدكتور محمد فرعون أكد أن مؤشرات التحول الرقمي في سورية تحتاج إلى الثقافة المجتمعية والتشريعات الناظمة.

وأوضح فرعون في تصريح خاص لـ«غلوبال»أن مفهوم الذكاء الاصطناعي يقتصر حالياً على فئة معينة من المجتمع السوري تملك إدراكاً كاملاً للذكاء الصنعي، وهناك نسبة كبيرة غير مدركة حالياً للمفهوم، في ظل ثقافة مجتمعية متأخرة نوعاً ما، ولو تحقق هذا الإدراك لترافق مع “التكنوفوبيا” أو الرعب التكنولوجي.

وبين فرعون أن التوجه العالمي الجديد، نحو عالم أقطابه أصحاب الذكاء الصنعي، وبالطبع موجود في الغرب، باعتبار أنه يملك الشركات صاحبة داتا الذكاء الصنعي وهي قادرة على التحكم به كونها تمتلك الأدوات، وأنجزت عملية التحول الرقمي بالكامل.

وأشار فرعون إلى أننا في سورية يمكننا التعامل معه رغم أننا لا نملك الأدوات، ولذلك لابد من الاعتماد على الإضاءة الإعلامية للتعريف بالجوانب السلبية، وأحياناً خطورة استخدامه بطريق غير إيجابية.

مضيفاً: إن الشعب السوري القادر على الابداع دوماً، ولدينا كوادر جيدة، ولكن ذلك يتطلب تشاركية بين القطاع العام والخاص.

ولدى السؤال هل يمكن تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة حل المشكلات في سورية، أجاب فرعون: إن الذكاء الاصطناعي هو عبارة عن خوارزميات وبيانات، ويجب تطويرها من خلال تقديم اقتراحات باستخدام الذكاء الصنعي لحوكمة هذه البيانات، فمثلاً، منصة فيسبوك تملك داتا كاملة عن المشتركين ربما أكثر من الحكومات، وأكثر من ذلك فهي تعمل على دراسة السلوك البشري وكيفية التعامل مع المنصة والمتابعات والتفاعل وغيرها، مشدداً على أننا في سورية لم نصل بعد لهذه المرحلة من الحوكمة.

وبالنسبة لترتيب سورية في مؤشر تنمية الحكومة الإلكترونية للأمم المتحدة، التي تقوم بتقييم النمو الرقمي لحكومات جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والبالغ عددهم 193 دولة.

وأشار فرعون إلى أنه وفقاً لمؤشّر تنمية الحكومة الإلكترونية (EGDI)، في عام 2021 حصلت سورية على 0.57، وفي العام 2023 أصبح التريب 0.38، بمعنى تراجع ترتيب سورية من 146 إلى 158، وأرجع فرعون أسباب التراجع إلى أنها تعود أولاً لتسارع تقنيات التكنولوجيا، كما أن التطور والتقدم التكنولوجي يحتاجان تعاوناً مع منظمات عربية ودولية لتحقيقه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة