هل سيلمس السوريون قريباً ثمار العلاقة الإستراتيجية مع إيران؟
خاص غلوبال ـ علي عبود
يتساءل ملايين السوريين: لماذا لم تنعكس الاتفاقيات السورية الإيرانية التي وقعها البلدان منذ عدة أشهر خلال زيارة الرئيس الإيراني التاريخية إلى سورية في الثالث من أيار الماضي؟.
وهذا السؤال تكرر أيضاً بعد توقيع الشراكة الإستراتيجية بين سورية والصين، وقبلها مع روسيا وهو سؤال مشروع لأناس يخضعون لحصار دولي غير مسبوق!.
وعلى الرغم من عدم وجود نتائج ملموسة للعلاقات بين سورية وإيران بشكل واضح ومباشر، فإن السؤال يجب أن يكون: هل كان بإمكان سورية مواجهة حرب إرهابية عالمية دون مساعدات اقتصادية من حليفتها الإستراتيجية؟.
نعم، لقد وقع الرئيسان السوري بشار الأسد والإيراني إبراهيم رئيسي، منذ سبعة أشهر على عدد كبير من الاتفاقيات في نطاق (خطّة التعاون الشامل الاستراتيجي طويل الأمد بين البلدين)، وهذه الاتفاقيات تحتاج ترجمتها إلى إقامة بنى هيكلية وتشريعات وتعديل قوانين كي تشق طريقها إلى التنفيذ.
ونجزم أن الزيارة التي يقوم بها حالياً رئيس الحكومة المهندس حسين عرنوس على رأس وفد اقتصادي لاجتماعات اللجنة العليا المشتركة بين سورية وإيران، أتى بعد مراحل من الإجراءات والاجتماعات الثنائية بين لجان فنية ومالية واقتصادية انعقدت في كل من دمشق وطهران، سنلمس نتائجها قريباً، ومن أبرزها بدء العمل بأول بنك مشترك بين البلدين.
وعندما يكشف رئيس اللجنة المشتركة من الجانب الإيراني وزير الإسكان وبناء المدن مهرداد بذرباش (أن الكثير من الاتفاقيات بين البلدين دخلت مرحلة التنفيذ ومنها ما هو على وشك الانتهاء، ويتم التشاور بشأنها، كما تم الانتهاء من تأسيس مصرف في سورية وسيباشر أعماله في الأيام القليلة القادمة) فهذا يؤكد أن الثمار التي يتساءل السوريون تنضج تدريجياً.
لا شك أن انطلاق المصرف الإيراني في دمشق سيتيح للتجار والصناعيين ولجهات القطاع العام في البلدين زيادة التبادل التجاري بعملتي البلدين بمنأى عن الحصار والدولار.
أكثر من ذلك، سنشهد بعد زيارة المهندس عرنوس وتوقيعه لعدد جديد من الاتفاقيات التي ستترجم التعاون الإستراتيجي بين البلدين بداية لتبادل السلع والمواد بسرعة لم نعهدها من قبل، بعد أن قامت الجمارك في كل من سورية وإيران بالإنتهاء من التعرفات الجمركية لأكثر من 88 سلعة.
فإذا أضفنا إلى اهتمام الجانبين بزيادة التبادل السلعي انطلاق المنطقة الحرة للتجارة المشتركة، فهذا يعني أن العلاقات الاقتصادية والتجارية التي لم تتوقف ستزداد وتيرتها وسيلمس السوريون نتائجها المباشرة قريباً.
ومن المؤكد أن المنصة السورية الإيرانية التي ستنطلق مع بداية العام القادم ستتيح سهولة التبادل التجاري بين البلدين لأنها ستتضمن بيانات الصناعيين والتجار في سورية وإيران، وتقييم كل رجل أعمال وصناعي فيما يتعلق بعمله وخبراته وتجاربه ومع من تقوم تعاملاته..إلخ.
ومن المهم الإشارة إلى أن الكثير من جوانب العلاقات بين سورية والدول الحليفة والصديقة، وخاصة مع إيران ليست معلنة، بل ليس بالضرورة أن تكون معلنة بين بلدين يخضعان للعقوبات ولحصار دولي غير مسبوق.
الخلاصة: نحن مع وصف رئيس الغرفة السورية الإيرانية المشتركة وعضو المكتب التنفيذي في اتحاد غرف التجارة السورية فهد درويش لزيارة رئيس الحكومة السورية المهندس حسين عرنوس بـ (الزيارة الإستراتيجية والنوعية) لأنها ستضع الآليات الفعالة لترجمة الاتفاقيات بين البلدين إلى مشاريع تنفيذية وإلى زيادة التبادل التجاري بعملة البلدين سيلمس السوريون نتائجها قريباً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة