هل يقتنع العالم أنها حرب عالمية؟
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
تستمر الإدارة الأمريكية في لعبة “البيضة والحجر” عبر تسويق الأكاذيب، وتغطية “النيران بالقشّ”، لتزيد نيارين الحرب المشتعلة في المنطقة.
وعلى الرغم من أنها تدعي السعي لـ”وقف إطلاق النار”، فقد أفشلت عامدةً مشروع قرار في مجلس الأمن باستخدامها الـ”ڤيتو”، مخالفة إجماع الأعضاء الدائمين وغير الدائمين.
فيما لا تزال تلك الإدارة تتهم “حماس” بعرقلة التوصل إلى اتفاق وتبرّئ “إسرائيل” من إصرارها على الاستمرار بالعدوان على لبنان وسورية وغزة والضفة الغربية.
وبالتوازي أوقف مجلس الشيوخ الأمريكي اقتراحاً من أحد أعضائه المستقلين يقضي بوقف تصدير بعض أنواع الأسلحة لـ”إسرائيل“، فيما قدّمت قوات الاحتلال الأمريكية في قاعدة التنف خدماتها الاستخباراتية واللوجستية للطائرات الإسرائيلية التي ارتكبت مجزرة مروعة في تدمر عبر هجومها على مساكن للعسكريين والمدنيين، وخلفت حوالي تسعين ضحية بين شهيد وجريح.
بالتزامن أيضاً مع ارتكاب مجزرة في منطقة سكنية غزاوية ذهب ضحيتها أكثر من اثنين وثمانين شهيداً، ناهيك عن أعداد من الضحايا في الهجوم على أهداف وأحياء مدنية وسكنية في لبنان.
لكن النغمة الأكثر صفاقة التي تحاول الإدارة الأمريكية العزف عليها لتسويق المخطط الإسرائيلي المزمع تنفيذه تتضمن شنّ غارات على العراق، بعد أن ادعت إدارة بايدن المتصهينة أنها استنفدت كل الوسائل المتاحة “لإقناع إسرائيل” دون جدوى بعدم شن غارات جوية على العراق، ما اضطر رئيس الوزراء العراقي أن يكثف اجتماعاته مع الأمنيين والعسكريين لاستنفار وسائل التصدي للهجمات الإسرائيلية المحتملة، مع العلم أن العراق يعاني حتى الآن حاجته إلى منظومات دفاع جوي متطورة بسبب عرقلة القوات الأمريكية التي تدعي حماية العراق، حصول الجيش العراقي عليها.
إن الإدارة الأمريكية لم تعد “شيطاناً أخرس ساكتاً عن الحق”، بل أصبحت شيطاناً يملأ ضجيجه الإقليم لنشر الصخب والفوضى ووسائل التعمية فقط لكي تمارس حكومة التطرّف في تل أبيب أقصى ما تستطيعه قتلاً وتدميراً وتهجيراً وتجويعاً بفائض أسلحة هي الأكثر تطوراً، تفعل بالبشر والحجر والبيئة ما تفعله الأسلحة النووية، ولكن ليس بالسرعة ذاتها، مع توقعات بأن يتفاقم حتى التطرف المناخي والزلازل في مناطق كانت لا تعرف مثل تلك الظواهر.
للأسف لقد بات الأمر يحتاج إلى صفعات أشدّ ردعاً من قوى المقاومة، وكل الأقطاب العالمية الصاعدة، التي يجب ألّا تعتقد للحظة أن ما يجري مجرّد صراع بين “إسرائيل” وقوى المقاومة، فما نشهده الآن حرب عالمية، وتعديل العقيدة النووية الروسية أبرز مؤشراتها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة