هل ينجح فريق دراسة واقع الأمبيرات في حلب بتخفيض أسعارها… مواطنون لـ«غلوبال»: خطوة متأخرة ومكررة والحل بتحسين الكهرباء
خاص حلب – زهراء مهنا
يترافق لهيب الصيف في محافظة حلب مع ارتفاع غير مسبوق بأسعار الأمبيرات ولسان حال أهل المدينة يقول “رضينا بالهمّ والهمّ مارضي فينا”، هذا الارتفاع الجنوني أعاد إلى الواجهة الحديث عن تشكيل فريق لدراسة واقع الأمبيرات في حلب، حيث أقرّ المكتب التنفيذي للمحافظة خلال اجتماعه أمس الإثنين، تشكيل فريق على مستوى المحافظة لدراسة أوضاع مولدات الأمبير المتواجدة في مدينة حلب وتقديم الحلول والمقترحات اللازمة بشأنها.
خلال هذا الاجتماع أكّد المحافظ حسين دياب على ضرورة هذه الخطوة، وعلى أهمية الدور الذي تلعبه الطاقة في تعزيز جودة الحياة، ودعم النشاطات الاقتصادية والاجتماعية في المدينة، مرحباً بالمشاركة الفعّالة من مختلف الجهات المعنية، كما طالب الجميع بالعمل بروح الفريق لتحقيق الأهداف المرجوة.
وتلقى الشارع الحلبي هذه المبادرة بين المتفائل والمراقب، بينما اعتبر البعض هذه الخطوة متأخرة ومكررة من دون تحصيل النتائج المرجوة، ولاسيما أن فكرة تشكيل هذا الفريق كانت مطروحة قبل عشر سنوات، ولكن ثمار تلك المبادرة إلى اليوم لم تؤتِ أُكلها.
يقول أحمد أحد أصحاب المحال التجارية بحلب في حديثه لـ«غلوبال»: “شو بيطلع معه الفريق إذا كان ليتر المازوت 12 ألف ليرة ويمكن بكرا يزيد أكتر”، بينما يرى العم إبراهيم أحد الموظفين المتقاعدين أن الحل في تحسين وضع الكهرباء وليس في تخفيض أسعار الأمبيرات.
وضع الكهرباء في مدينة حلب يتراجع، ورغم حملة الإصلاحات الكبيرة التي شملت إعادة تأهيل البنى التحتية وتغذية المناطق المحررة بالكهرباء، بينما بقيت بعض المناطق إلى اليوم من دون كهرباء ما دفع سكنها للاعتماد بشكل كلي على الأمبيرات.
يقول أبوخالد أحد سكان حي السكري بحلب لـ«غلوبال»: “من وقت مارجعنا على الحارة ما شفنا الكهربا، ندفع 60 ألف ليرة كل أسبوع سعر الأمبير الواحد،ومضطرين نشترك بأكتر من أمبير بالصيف لنقدر نشغل البراد يعني أكتر من نصف راتبي بدفعه للأمبيرات”
الكهرباء في حلب لاتطل على المدينة أكثر من ساعتين كل 12 ساعة في أحسن أحوالها، وحرارة الصيف تكوي منازل الحلبيين كما تكوي جيوبهم ارتفاع أسعار الأمبيرات المتصاعد باستمرار.
إن ارتفاع أسعار المازوت التي تتزامن تلقائياً مع ارتفاع أسعار الأمبيرات تجعل لنسمة الهواء الباردة في الصيف ولضوء لمبة التوفير في عتمة المساء ثمناً يفوق ثمن لقمة العيش التي تكاد تقي من الجوع العائلة الحلبية الفقيرة والمتأثرة من سنوات الحرب العجاف، فهل سيتمكن الفريق الذي شكل لدراسة واقع الأمبيرات من تخليص الحلبيين من سعير الأمبيرات، غير آبهٍ بتعقيدات المشكلة وتحدياتها وعراقيلها والضغوطات التي قد يتعرض إليها من بعض تجار الأزمة المستفيدين من أوجاع الناس، أم يكون مصيره كمصير سالفه الذي أمضى عشر سنوات دون أن يغير شيئاً من واقع الكهرباء في المدينة؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة