واشنطن تخالف الإجماع الدولي وتمدد حرب الإبادة
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
نفذت واشنطن تهديدها يوم الثلاثاء الماضي باستخدام الفيتو وللمرة الرابعة منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، وعطلت مشروع القرار الذي قدمته الجزائر إلى مجلس الأمن وطلبت فيه الوقف الفوري والدائم لإطلاق النار لأسباب إنسانية، مع أن ثلاثة عشر عضواً من أصل خمسة عشر وافقوا عليه، فيما امتنعت بريطانيا عن التصويت ربما خجلاً من رفضه إن مارست عكس ما يريده الشعب البريطاني الذي يتظاهر بشكل متكرر تضامناً مع الفلسطينيين، ورفضاً للمجازر الإسرائيلية المدعومة من الغرب.
كما أنها تخشى الموافقة عليه من جرح مشاعر للإدارة الأمريكية التي تعتبر دعوة القرار لوقف فوري لإطلاق النار انتصاراً لحماس، وتأكيداً لهزيمة حكومة الإبادة والتهجير الإسرائيلية، لكن المندوبة الأمريكية لم تكن موفقة في تبرير موقفها الذي يتعارض مع رغبة غالبية أعضاء مجلس الأمن الدائمين وغير الدائمين، عندما اعتبرت أن الموافقة على مشروع القرار الجزائري الذي تبنته المجموعة العربية في مجلس الأمن بأنه يعطل المبادرات والمفاوضات الجارية الآن لتبادل الأسرى ولبحث حل الدولتين، وأن المشروع الذي ستقدمه المندوبة الأمريكية سوف يتضمن وقفاً مؤقتاً لوقف إطلاق النار (في الوقت الذي يناسب إسرائيل)، إضافة إلى العديد من النقاط التي تصب في صالح إسرائيل، وتجرم حماس وتطلب منها الإسراع بإطلاق سراح الأسرى.
وربما تسعى واشنطن أن تلتمس إجراءات مشوهة بعيداً عن مجلس الأمن والوصول إلى هدنة مؤقتة وتبادل للأسرى في الاجتماع الذي يعقد هذه الأيام في باريس بمشاركة قطرية مصرية أمريكية إسرائيلية، على اعتبار أن عملية تهميش دور مجلس الأمن قد بدأته الإدارة الأمريكية منذ عقود، وتفضل أن تكون الحلول إن وجدت من خارج أروقة المجلس.
التصريحات عن الاجتماع متضاربة بين متفائل بقرب التوصل الى هدنة وتبادل أسرى، ومتشائمة ترى أن المسألة تحتاج إلى مزيد من الوقت على وقع تهديدات إسرائيل باجتياح رفح خلال شهر رمضان إن لم يتوصل المجتمعون إلى إتفاق.
أما وزير الخارجية الأمريكية وأركان الإدارة ككل الذين يعارضون الوقف الفوري لإطلاق النار، فهم لايتناسون إعادة التذكير بوعودهم بتنفيذ حل الدولتين ويعبرون عن عدم موافقتهم على التوسع في الاستيطان، فيما الحكومة الإسرائيلية ماضية في بناء الآلاف من الوحدات السكنية، وبالمجاهرة برفض حل الدولتين وعلى لسان نتنياهو بذاته.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة