خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

وجبة الموت … الفطر القاتل … حالات وفاة تتكرر سنوياً .. والحل بزراعتها

خاص غلوبال – شادية اسبر

مؤلم أن تسمع بوفاة طفل/ة، جراء تناوله وجبة فطر سام، في الحال أتخيل شعور الوالدة التي أعدت الطبق بيديها، وشعور الأب الذي جلب الفطر ليكون وجبة غداء، فإذا بها “وجبة الموت”، رب الأسرة هذا الذي هرب من اختناقه بالغلاء ليكون فريسة اختناقه بالفقد.

سنوياً، وفي توقيت متقارب بهذه الفترة من العام، تتكرر حالات الوفاة والإصابات جراء التسمم بالفطر، في محافظات عدة، لا تنفع تحذيرات الزراعة، ولا نصائح الصحة، كما أن تجارب الآخرين ومصائبهم ليست بنافعة، فلماذا تصر بعض العائلات السورية على خوض هذه التجربة المريرة؟      

خبر عن وفاة طفل من منطقة العكيرشي بريف الرقة الجنوبي، بعد أسبوع من نقله إلى أحد المشافي في دمشق ووضعه داخل غرفة العناية المشددة، جراء تسممه بالفطر، الخبر يحمل في طياته مرارة الحال، ونعلم أن الفقر سبب كل المرار، فمع الوضع الاقتصادي المتردي والغلاء الذي وصل لمرحلة الغليان، تبحث الأسر السورية عن وجبات بتكلفة أقل، لكن النتائج مع “الفطر القاتل” تكلفتها كارثية في الكثير من الأحيان، فهل هناك تكلفة أعلى من دفع حياة ابنك ثمناً لوجبة؟!.

موجة تسمم بالفطر سجلت الشهر الماضي (تشرين الثاني) في ريف الرقة، توفي خلالها 16 شخصاً في قرية أبو وحل معظمهم من الأطفال، وبالأمس قرأت أيضاً خبراً عن وفاة وإصابات بتناول فطر سام في إدلب، الضحية طفلة (10) أعوام، في مخيمات خربة الجوز، بريف مدينة جسر الشغور، يقول ناشرو الخبر إنها وأربعة من إخوانها أصيبوا بالتسمم يوم الخميس وتوفيت صباح السبت.

قبلها بأيام في الثامن من الشهر الجاري، أصيب خمسة أشخاص بالتسمم نتيجة تناولهم الفطر السام في مدينة اللاذقية، مديرية الصحة حينها أكدت أن عدداً من الأشخاص قصدوا المستشفيات، بعد معاناتهم من أعراض هضمية، بسبب تناول أنواع سامة من الفطر البري.

طفل توفي وأُصيب آخر أيضاً من قرية ممتنة بريف القنيطرة، إثر تناولهما نوع من الفطر السام في الثامن الشهر الماضي.

وفي الـ20 من تشرين الأول، توفي طفل من أبناء الطيانة في ريف دير الزور، بذات السبب، بعد وصوله إلى المستشفى، بينما توفي صديقه الذي جلب معه الفطر، لكن قبل وصوله. 

مختصون أوضحوا أن أعراض التسمم بأنواع كثيرة من الفطر السام  تبدأ باكراً، في مدة تتراوح ما بين ساعة و24 ساعة، وتكون خفيفة، بينما تسبب أنواع أخرى أعراضاً تظهر بعد أكثر من 24 ساعة، وتؤدي بعد أيام إلى حالات صحية صعبة، من قبيل قصور حاد في الكبد أو الكلى، حسب نوع السم، بينما توجد حالات قد تنتهي بقصور في أعضاء عدة وبالوفاة لاحقاً.

يقول عامة الناس إن التمييز بين أنواع الفطر أمر سهل، اكتسبوه من الأجيال السابقة، وخاصة أبناء الأرياف، لكن الوقائع أسقطت الأقوال، فغالبية حالات التسمم تأتي من مناطق ريفية.

ورغم تحذيرات الصحة المتكررة، من تناول الفطر الذي ينمو خلال الفترة الحالية من العام كون بعضه ساماً، تتوجه العديد من الأسر خلال فصل الشتاء لقطاف الفطر الذي ينبت في الأراضي الزراعية والبساتين، يتناولونه كمادة بديلة عن الخضار واللحوم، وخاصة العائلات التي تعاني من أوضاع معيشية صعبة، بينما يلجأ البعض لبيعه كعمل يدر بعض المال، إلا أن العشوائية في كل هذا لا مبرر لها، وخاصة أن الحل أسلم وأوفر وأسهل.

كل عام تؤكد وحدة إنتاج الفطر الزراعي في المؤسسة العامة لإكثار البذار توفير البذار اللازمة لنشر زراعة الفطر والتوسع بها، انطلاقاً من أهميتها الاقتصادية والصحية، حيث يوجد ثلاثة مخابر على مستوى سورية تعمل على إنتاج بذار الفطر المحاري والأبيض بجودة ونوعية جيدة، لتوفيرها للمزارعين والمواطنين بأسعار تشجيعية.

الأهمية تأتي انطلاقاً من القيمة الغذائية للفطر وما يحتويه من بروتينات ومعادن وكربوهيدرات، إضافة لإمكانية إقامة مشاريع متناهية الصغر عليه كمصدر دخل للعديد من الأسر، فماذا لا تقوم حملات توعية مكثفة، تنشر هذه الثقافة المركبة “الصحية الاقتصادية الإنسانية؟ وتستهدف بشكل خاص الأماكن التي تتكرر فيه هذه الحالات سنوياً!

السؤال برسم من يرسم سياسات مرحلية واستراتيجية. 

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *