خبر عاجل
محمد عقيل في مؤتمر صحفي: “غايتنا إسعاد الجماهير السورية” نادي الرفاع البحريني يتعاقد مع السوري محمد الحلاق معتصم النهار يوثق رحلته إلى إيطاليا درجات الحرارة أدنى من معدلاتها… الحالة الجوية المتوقعة أهالي المعضمية يطالبون بحل أزمة النقل… رئيس البلدية لـ«غلوبال»: اتفاق لتسيير باصات النقل الداخلي أوقات الذروة توزيع مليون كتاب تعليم أساسي… مصدر بمطبوعات دمشق لـ«غلوبال»: 82 % نسبة توزيع كتب الابتدائي استمرار لخطوات التمصرف والتحول الإلكتروني… مدير الدفع الإلكتروني في التجاري السوري لـ«غلوبال»: إضافة 21 كازية جديدة إلى منظومة الدفع الإلكتروني غلاء مستلزمات الإنتاج يرفع أسعار العسل… مدير زراعة السويداء لـ«غلوبال»: الإنتاج المتوقع أقل من السنوات الماضية إجراءات لتأمين عودة الأهالي وترميم الأسواق التراثية… مدير كهرباء حمص لـ«غلوبال»: توزيع المحولات الواردة فوراً وتركيب 2‐3 منها أسبوعياً الانتخابات ستكون إلكترونية… عضو غرفة تجارة دمشق لـ«غلوبال»: الأولوية تشكيل الأعضاء المناسبين وتجاوز الأخطاء السابقة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

وجع الحرائق يتكرر…و الاستجابة البطيئة تفاقم الكارثة؟!

خاص غلوبال – رحاب الإبراهيم

لم ننته من ضربات موجات الغلاء الموجعة، التي أصابت العائلات الفقيرة ومحدودة الدخل في مقتل، حتى داهمتنا موجات حر شديدة ستترك آثارها السلبية على البلاد والعباد، لا تتعلق فقط بمحدودية الحركة تخوفاً من ضربة “شمس” أو فقدان مونة مكلفة، حيث سيمتد ذلك إلى خسائر كبيرة لقطاعات حيوية كالدواجن، في ظل غياب الكهرباء وتحديداً في الأرياف، والمشكلة “العويصة” أن هذا السيناريو متوقع لكن لا تتخذ أي احتياطات لتخفيف تداعياته التي ستزيد الواقع الاقتصادي والمعيشي سوءاً.

خطورة موجات الحر، التي بدأت فعلياً في ضربنا بشدة في صحتنا وأرزاقنا، تبرز بشدة في اندلاع حرائق مفاجئة تأكل الأخضر واليابس في طبيعة سورية الخلابة، التي أكل القطع الجائر والتحطيب غير الشرعي جزءاً كبيراً يصعب تعويضه خلال فترة قصيرة، لتأتي هذه الحرائق وتلتهم كل عام مساحات خضراء كبيرة تضم مختلف أصناف الأشجار المثمرة أو الحراجية.

وهنا قد يقول قائل، ماذا يمكن فعله أمام هذه الحوادث الطبيعية الناجمة عن الحرارة الشديدة، فجميع دول العالم قد تتعرض غاباتها لهذا الخطر الداهم، وقد يكون ذلك صحيحاً، لكن هذه الدول تعد العدة اللازمة لإخمادها وتقليل نسبة الأضرار بما في ذلك تجهيز طرق للتمكن من وصول الآليات لأماكن الحرائق أو تجهيز طائرات لمنع خسارة أشجار ونباتات تحافظ على التوازن البيئي والاعتدال المناخي، وقد تكون مصدر رزق للعائلات كثيرة.

هذه الإجراءات الاحترازية والاحتياطية، التي يفترض اتخاذها منذ إعلان الصيف دخوله بكامل وهجه و”شوبه”، يبدو أنها غير موجودة في حسابات المعنيين، بدليل أنه في كل عام يتكرر سيناريو الحرائق المؤلمة فلا يتم التدخل إلا بعد وقوع الفأس بالرأس وقضم هذه الحرائق سواء الناجمة عن الحرارة الشديدة أو حتى المفتعلة مئات الأشجار، وللأسف قد يمتد الخطر إلى البيوت وتسجل خسائر بشرية كون الأهالي يبادرون بطرقهم الخاصة إلى إخماد هذه الطرائق منعاً لامتدادها والحيلولة دون خسارة أرزاقهم التي يعتاشون منها بدل الاعتماد على راتب لم يعد يكفي لإطعام دجاجة.

والسؤال الملح كيلا نتهم أننا نتحامل على الجهات المعنية المكلفة بإطفاء الحرائق، هل هناك مقدرة وإمكانية فعلية لتطويق الحرائق فوراً بالنظر إلى صعوبة الوصول إلى بعض المناطق الجبلية الوعرة،  الجواب بكل بساطة نعم، لكن المشكلة في التأخر في الاستجابة لنداءات الأهالي جراء تفضيل الاعتماد على آليات عمل روتينية أكل الزمان عليها وشرب، وانتظار اتخاذ القرار من المسؤول الأعلى، بينما يتطلب هذا الأمر الطارئ سرعة في اتخاذ القرار والتنفيذ، وليس انتظار أيام للاستجابة لنداءات الأهالي.الذين لا ينقصهم هم آخر حتى تخرب معيشتهم أكثر.

وكمثال على إمكانية تجهيز خطة مسبقة لإخماد الحرائق، لنا في ما اتخذته محافظة حلب منذ سنوات لمنع حصول حرائق في موسم القمح مثالاً جيداً، حيث جهزت مناهل كثيرة لإخماد أي حريق فوراً، ووضع الجرارات الزراعية في خدمة ذلك وتخصيصها بالمازوت المدعوم مع إعطاء صلاحيات لمدراء المناطق بالتصرف السريع دون حاجة للرجوع إلى الجهات الأعلى، وربما طال موضوع الجرارات الزراعية فساداً كبيراً فيما يتعلق بالتلاعب بالمازوت المدعوم، لكن لا يخفى على أحد أن هذه الإجراءات ساهمت بدرجة كبيرة في تطويق عدة حرائق رغم قلتها.

وبالتالي يمكن إذا حضرت الرغبة الجادة المبادرة إلى اتخاذ إجراءات مماثلة مع مراعاة صعوبة الوصول إلى المناطق الجبلية الوعرة، وهنا يستلزم تجهيز طائرات لهذا الغرض،  فالتكلفة أياً كانت قيمتها ستبقى مخفضة جداً عند المقدرة على وقف تمدد الحرائق ومنع خسارة المناطق الحراجية والزراعية، التي تحتاج إلى سنوات طويلة حتى تعود إلى ما كانت عليه في حال فقدها.

حرائق منطقة الغاب الذي يعد خزاناً غذائياً مهماً غير مستثمر بالشكل الكاف، يمثل دليلاً صارخاً على صحة كلامنا، وجل ما نتمناه خلال الفترة القادمة كون احتمالية وقوع حرائق جديدة في ظل هذا الجو الملتهب واردة جداً، وضع خطة مسبقة قابلة للتنفيذ تضمن السرعة في الوصول إلى مكان وقوع الحرائق وإخماده في أرضها وتقليل الخسائر قدر الإمكان، حفاظاً على طبيعة بلادنا الخضراء وثرواتنا الزراعية، التي تشكل رغم كل هذه الأزمات وسوء استثمارها مصدراً قوياً لإبقاء اقتصادنا المنهك واقفاً على رجليه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *