يالخيبات آمالنا…!
خاص غلوبال – هني الحمدان
قدّمت الحكومة بيانها العام تحت قبة مجلس الشعب، وقالت ما أرادت وأسهبت بالشرح وسرد الإنجازات، وكأنها انتصرت على كل المشكلات الثقيلة الممتدة من كل حدب وصوب.
لم تعلمنا الحكومة ماذا ستعمل غداً، ما هي المشروعات الكبيرة إزاء كل الأزمات وما استراتيجيتها للمعالجة السليمة والسريعة ؟!.
كان الأمل سيتجدّد من جديد، لو سمع المواطن والمتابع غير السرد، كالذي تم تناوله لأنشطة وأعمال لسنا بوارد الانتقاص منها أبداً، فقط المواطن اليوم وصل لمرحلة ينتظر حلاً سريعاً أو مشروعاً يعود عليه براحة البال وبث روح التفاؤل في صدره، يحتاج أمراً حاصلاً وحقيقياً، هو يسمع وعوداً ويخرج للشارع أو لحيز الواقع، فيصطدم بجبل من المشكلات والأزمات،وليس هنا أبلغ مما تحدث به عضو مجلس الشعب معلّقاً على بيان الحكومة عندما قال: التبرير لن يرفع القهر عن المواطن الذي يكتوي بغلاء الأسعار،أخرجوا إلى الأسواق لتروا حجم المعاناة، وسببها سوء إدارة الحكومة وعدم متابعتها.
المعالجات قاصرة، في وقت تسرد الحكومة سيلاً من إنجازات يبدو بأنها على الورق، وإذا رأت الحكومة بأن أجهزة الرقابة المالية والتفتيشية قد اكتشفت ثلاثين مليار ليرة من جراء تحقيقات كوادرها الرقابية إنجازاً، فهذا مؤشر لواقع مازال قائماً وأن الفساد مايزال معشّشاً في دوائر الوزارات والمؤسسات، والصفقات على قدم وساق، فكم من مليارات تم التغاضي عنها والسكوت عن أبطالها، وتم شراء الذمم للابتعاد عن فتح ملفاتها ؟ وكم حجم الهدر في المؤسسات والشركات وتعثّر المشاريع والتلاعب في المواصفات، وما إلى ذلك من طرق للفساد الذي ينخر في النفوس قبل الأعمال؟!.
يا لخيبات آمالنا فيكم جميعاً، يالخيبات آمالنا بكل الجهات الرقابية والإدارية عندما لا تقوم بواجبها الذي أقسمت عليه، يالخيبات آمالنا بمن يتوعدون بالمحاسبة وتجفيف منابع الفساد، ويرون الخطايا تمرّ من بين أيديهم وعلى مسامعهم ويباركون بالتربيت على الكتف،يالخيبات آمالنا في إصلاح الأمور وشؤون البلد.
مئات الملايين المهدورة وملفات الفساد ما زالت مفتوحة، ومشاريع وصفقات هنا وهناك، مئات من التجاوزات و”السلبطات” وحوادث الاستقواء على المال العام تجري أمام عيون الحكومة التي لم تحرّك ساكناً، بل انشغلت باستخراج النفط الخام من جيب المواطن “المستوي” الذي هو بالكاد قادر على أن يسكت بطنه ويستر عورته..!
الوقت مازال متاحاً لكي يتم الأخذ من جانب الحكومة بإجراءات جريئة وقوية ذات أثر على تحسين الوضع المعيشي للمواطن،ومنحى آخر أصبح من الأولوية فعله، هو إعادة تشبيك الاقتصاد الوطني مع الاقتصادات الإقليمية والدولية الصديقة، على النحو الذي يسهم بتحقيق المزيد من الاستقرار وفرص النمو.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة