خبر عاجل
توريدات المازوت و”الزيرو” سببا تأخر مشروع تأهيل المتحلق الجنوبي… مدير الإشراف بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: بقي 14 مفصلاً لنعلن وضعه بالخدمة “كما يليق بك” فيلم سوري يحصد جائزة لجنة التحكيم في مهرجان ليبيا السينمائي كرم الشعراني يحتفل بتخرج زوجته قصي خولي و ديما قندلفت معاً في مسلسل تركي معرّب دمارٌ ومكرٌ لا يستثني حتى “حمّام جونسون”! بسام كوسا: “اسرائيل هذا الكيان المَلْمُوم لَمّ بهذا المكان لتشتيت هذه المنطقة” خوسيه لانا يكشف عن قائمة منتخبنا لدورة تايلاند الودّية عدوان إسرائيلي على ريف حمص الغربي… مصدر طبي لـ«غلوبال»: نجم عنه إصابة عسكريين اثنين مجلس الوزراء يمدد إيقاف العمل بقرار تصريف مبلغ 100 دولار على الحدود السورية اللبنانية مربون قلقون على دواجنهم من مرض “غشاء التامور”… مدير الصحة الحيوانية بوزارة الزراعة لـ«غلوبال»: غير منتشر ويقتصر على المداجن التي لا تلتزم ببرنامج التحصين الوقائي
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

يومان وسيرحل عام “الموجعات”…!

خاص غلوبال – هني الحمدان  

يومان و نودع عامنا الحالي، قد يكون واحداً من أقسى الأعوام التي مرت علينا، مضى بكل ماحمله من تداعيات قاسية ومؤلمة لم يسبق لها مثيل في حياتنا المعاصرة، ونتأهب لاستقبال عام جديد بالدعاء المخلص لله – جلت قدرته – أن يكون عام خير وسلام واستقرار ونماء على بلادنا وأهلها خاصة، وعلى العالم بأسره عامة، وأن تنجلي غمة هذه الأزمات والحروب وضنك العيش، عاجلاً غير آجل، ما حصل من أحداث مرت خلال العام 2023 عام النكبات والأوجاع والآلام  والأسعار والجوع والفقر وغيرها من الملمات التي عصفت بنا بلا رحمة أو رأفة، كلها كانت مبرراً لأن نقول كان عاماً سيئاً بامتياز..!.
 
ربما لا ينفع الكلام ولا أي ديباجة تصب في رصد ما حصل من موجعات تعرض لها المواطن السوري من كوارث وهزات أرضية ومعيشية خانقة ألحقت الويل بمواطن لم يعد يستطيع تأمين لقمة عيشه..!!.
   
إن المعني هنا هو كل إنسان منابما يختص به من سمات وخصائص وأوضاع حياتية ومعيشية، تقتضي تطورات حياته من فترة إلى أخرى أن يولي ذاته ما تستحقه من مداواة ومراجعة وإعادة تقييم لكل ما طرأ من تغيرات وتبدلات ليست على الاقتصاد ولغة السوق، بل تلك التي وصلت لعصب العلاقات الاجتماعية والأسرية وتلك التي تربط كل الناس ببعضها البعض، فالمتغيرات كانت حادة وتنبئ بكوارث لاتحمد عقباها..!.
   

تتسابق الوزارات هذه الأيام في عرض إنجازات ماقامت به من أعمال ومشاريع وتعدد كل شيء، وكأنها صنعت المستحيل، ماهي إلا تقديم صكوك تبرئ فيها مسؤوليتها من أي أخطاء وأوجه تقصير وما أكثرها، تتمحور حول كل ماحدث خلال العام الذي سيغيب راحلاً عنا، وستمتد بالطبع إلى وضع كثير من التوقعات والتنبؤات خلال العام الجديد وما سيليه من أعوام أو عقود مقبلة، هذا على صعيد الإدارات الرسمية، ولكن كيف الحال على صعيد الأفراد، قد لايكون لأي  منا تلك المساحة ليتوقف ويتذكر مرارة ما عانى وفقدانه الأمل بأي شيء قادم ينهي سوداوية ما يحصل، فالكل لا يملك ذاك الاطلاع الموسع حتى في حياته الخاصة، إذا كانت ذاته هي الغائب الأكبر والأهم في خضم إفراطه الشديد في ملاحقة ما يدور حوله من تطورات، فلنفسك عليك حق وواجب لا بد من الوفاء بهما، وأن تحتل موقعها المستحق من أولويات كل منا، فيتداركها بما تستحق من اهتمام وتشجيع في جانبها الخير، ونصح وتقويم ومعالجة في جانبها المخالف أو البعيد من قول وفعل الخير، ولا يعني ذلك تجاهل المرء ما يدور حوله من أحداث وتطورات، بل يضع كل منا الأمور في نصابها المستحق والسوي، دون زيادة مفرطة لأي جانب على حساب آخر. 

قد يقول قائل: إن التوقف عند محطات بارزة أمر مهم، هكذا تعمل الشركات الناجحة تخطيطاً وتسويقاً وخدمات، تعرف لمن ستخطط وكيف وأين أخفقت وخسرت..؟فهل شركاتنا وإداراتنا تعمل ذلك؟ أم تكتفي بسرد أعمال بسيطة ترى فيها إنجازات ضخمة وهي ليست بذلك..؟!!.

فالعودة الدورية والمحطة الأساسية للنظر بكل ما يجري حولنا مهمة وتفيد بالنظر والتأمل الفاحص للماضي لأي إنسان منا، ولعمل الإدارات والوزارات وكل شيء، إذا ما وظفت تلك العودة لأجل استذكار القرارات الخاطئة ومراجعتها بهدوء وتأن، قبل استذكار القرارات الصائبة والاحتفال بها إلى الدرجة التي يطغى ضجيجه على صوت النفس اللوامة، وعلى أنه لا غنى أبداً عن الصديق الناصح الصدوق في أي مرحلة من مراحل حياتنا على صعيد الأفراد،  إلا أنه لا ولن تتقدم أهميته بالنسبة لكل إنسان على أهمية امتلاكه لنفس تلومه بين حين وآخر، إما على تجاوزات مخالفة قد صدرت منه، أو أعمال خير وإنجازات فاتته لم يبذل لأجل الوفاء بها ما كان واجباً عليه تجاه مجتمعه ومكان عمله!. 

إنها المراجعة الدورية للنفس، والمواجهة الشجاعة والصادقة مع الذات، ولا يجب أن يطول وقتها إلى الدرجة التي قد يفقد معها المرء زمام إدراكه لحاضره ومستقبله، وقد يقع دون وعي منه في أسر الماضي الذي لن يعود، وفي الوقت ذاته لا يجب أن يتجاهل تلك المواجهة مع الذات خوفاً أو هروباً من مواجهة الأخطاء، أو يمر على ماضيه القريب أو حتى البعيد مرور الكرام دون تأمل وتدقيق، ما سيفقده ويفوت عليه حصد ثمار النتائج اللازمة لإعادة شحن همته وطموحه من جانب، ومعالجة وتصويب أخطائه وأسبابها من جانب آخر، وهذا لا ينطبق فقط على الفرد بل على كل الأفراد والمؤسسات والإدارات.
  
إن الغاية هنا هي ألا يتوقف المرء عند قديم مضى، ويغرق ذاته في الندب والوجع، الجميع أن يعرف رسم خطه وبرنامجه ليوم المستقبل، الفرد مطالب كما الجهات الرسمية وضع كل الأخطاء وأين تعثرت الخطط ووضعها على طاولة البحث والنقاش لكيلا تتم معرفة كيف الإقلال من أي أخطاء وتجنبها مستقبلاً، والتركيز على تنمية الجوانب الصائبة في الحياة وأماكن الأعمال وتقويتها قدر الإمكان، فالإشارة إلى السلبيات وتجنبها يجب أن تكون أولوية للانطلاق لدخول عام جديد.

معرفة أين يقف الإنسان ضرورة وكيفية المسير متجنباً أي عوائق مسألة في غاية الأهمية، فالتخطيط الناجح يؤدي إلى نتائج ناجحة، نسأل الله جميعاً أن يجعل عامنا المقبل وما يليه أفضل وأجمل، وبلادنا تنعم بكل خير، ويتحقق لوطننا العظيم المزيد من التقدم والنهضة والاستقرار، ولجميع أنحاء العالم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *