مازوت التدفئة على نار توزيع حامية
خاص غلوبال – زهير المحمد
هل آن الأوان لتذكير الجهات المعنية بتأمين وتوزيع مازوت التدفئة، أم إن ذلك يبدو مبكراً فيما يقول آخرون القضية لاتتعلق بالتبكير أو التأخير، وإنما الأعمال بالنيات، ونحن لم نعد نثق بالنيات المبيتة للتعامل مع مازوت التدفئة، استناداً إلى تجاربنا في الأعوام السابقة.
تشير الأرقام التي توردها شركة محروقات إلى أن نسبة توزيع المادة وصلت في الموسم الماضي إلى تسعين بالمئة حين تم الإعلان عن توقف عمليات التوزيع قبل شهرين وعندما كانت أشعة الشمس تحرق ذيل العصفور، أما الآن وقد أصبحنا على أبواب الخريف فيما يستعد سكان الجبال لاستقبال موسم البرد وانخفاض درجات الحرارة، وبالتالي يجب أن تبدأ شركة محروقات بتوزيع المادة وفق برنامج محدد يأخذ بعين الاعتبار تحذيرات خبراء الأرصاد الجوية من شتاء بارد جداً قياساً بالسنوات السابقة، وأن يتم الانتهاء من توزيع الدفعة الأولى من المخصصات قبل شهر كانون الأول الذي لايمكن أن تتحمل الأسرة برد لياليه في معظم مناطق سورية، مع الأمل بأن تكون المخصصات أكبر من الأعوام السابقة لأن الشتاء سيكون قاسياً (وفق الأرصاد الجوية) ولأن سعر المازوت الحر وفي السوق السوداء بات فوق قدرة الناس المادية ولأن عجز الموازنة في تناقص بعد أن رفعت الحكومة أسعار المشتقات النفطية.
إن خطة توزيع العام الماضي كانت مخجلة لأن نسبة كبيرة من الأسر لم تستلم مخصصاتها البالغة خمسين ليتراً إلا بعد انتهاء فصل الشتاء، فيما بقيت عشرة بالمئة من الأسر السورية خارج قدرة الموزعين.
إن المواطن يحدوه الأمل في أن يستلم الدفعة الأولى من مازوت التدفئة في القريب العاجل، وأن يتم العمل لتأمين دفعة ثانية تقيه برد الشتاء حيث لم يعد معظم الناس قادرين على شراء الحطب، بعد أن تجاوز سعر الطن المليوني ليرة أي مايعادل راتب الموظف السنوي تقريباً.
أما الذين لم يستلموا مخصصاتهم الموسم الماضي فمن المفترض أن يستلموها مع الدفعة الأولى لهذا الموسم، ومن حقهم أيضاً أن يسددوا ثمنها وفق أسعار العام الفائت أسوة بمن استلمها قبل ارتفاع الأسعار الأخير لأن تلك المخصصات تم لحظها في الموازنة وبسعر خمسمئة ليرة سورية لليتر الواحد، وعلى اعتبار أن الجهة الموزعة تتحمل المسؤولية فإن عليها الاعتذار عن العطل والضرر من المواطن الذي دفع ثمن تقصيرهم برداً ومرضاً.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة