تكاليف السفر المرتفعة تدفع مواطنين لبيع منازلهم…رئيس دائرة المساحة في السويداء لـ«غلوبال»: السمة الغالبة على عملية بيع العقارات هي اضطرارية ومستعجلة بداعي السفر
خاص السويداء – طلال الكفيري
بحث الشباب غير المتوقف في السويداء عن مكاتب للسفريات بغية الظفر بإقامة عمل خارجية ” فيزا”، استغلها الكثيرون من أصحاب هذه المكاتب، لتأمينها لهم بأسعار فلكية وبالعملة الصعبة، ما دفع ذويهم وأمام المبالغ التعحيزية المطلوبة لعرض ما لديهم من عقارات لبيعها بأقل من تكلفتها الحقيقية.
هاجس السفر خارجاً لمئات الشباب بهدف تحسين أوضاع أسرهم مادياً مضاف إليهم رغبة العديد من الأسر بالهجرة، حرك حسب الذين التقتهم «غلوبال» المياه الراكدة من تحت سوق بيع العقارات في المحافظة، نتيجة لعدم توافر السيولة المالية اللازمة لديهم، ما أدى إلى توجه الراغبين بالسفر ولإكمال معاملاتهم بدءاً من الجواز وانتهاءً ” بتكيت الطائرة” نحو المكاتب العقارية لعرض منازلهم للبيع، كونها تحتاج إلى ميزانية مالية كبيرة تتجاوز 30 مليوناً للشخص الواحد، فما بالك إذا كان السفر يضم كامل أفراد الأسرة.
وفي هذا السياق أشار رئيس دائرة المساحة بمديرية المصالح العقارية في السويداء المهندس رفيق الجباعي لـ«غلوبال» إلى أنه رغم التوقف شبه التام لحركة البيوع العقارية على ساحة مدينة السويداء، ولاسيما في الآونة الأخيرة، نتيجة للتحليق غير المسبوق لأسعار العقارات، إلا أن اضطرار الكثير من الأسر في السويداء لبيع شققهم السكنية لتأمين تكاليف السفر، دفعهم لإدخالها في بورصة البيع غير الربحية، فأغلب العقارات المعروضة للبيع هي غير متوافقة على الإطلاق مع تكلفة البناء الحقيقية لهذه الشقق، فمثلاً شقة مكسية مساحة 100 متر مربع تعرض للبيع بسعر لا يتجاوز 170 مليوناً، وبجردة حساب بسيطة نلحظ أن تكلفتها البنائية على الأسعار الرائجة تتجاوز 300 مليون ليرة، والمتتبع لحركة بيع وشراء العقارات سيلحظ أن لغتها لم تعد تجارية كما كان سابقاً، فأغلب الذين يراجعون المصالح العقارية لإتمام معاملة الإفراز، السمة الغالبة على عملية بيعهم هي اضطرارية ومستعجلة بداعي السفر.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة