التضليل الإعلامي لن يجعل أصدقاءنا أعداء…عدو عدوي صديق
خاص غلوبال – محي الدين المحمد
حاولت وتحاول وسائل الإعلام الغربية بأن تغير القناعات والسلوك للأفراد والجماعات من خلال ماقدمه عالم السلوك واطسن الذي أكد ألا أحد يمكن أن يبقى سلوكه كما هو أو كما يريد، وأننا نستطيع تغيير سلوك الفرد من خلال تغيير الظروف المادية والمعنوية المحيطة به، فيما تلعب وسائل الإعلام دوراً مهماً في الإسراع بتغيير القناعات والمواقف والسلوك وكما يمكن تغيير سلوك الأفراد يمكن تغيير سلوك الجماعات، ويمكن أن يتم تحويل العدو إلى صديق والصديق إلى عدو.
بعد عدوان تموز 2006 وانتصار المقاومة اللبنانية وكسرها لهيبة إسرائيل وتدميرها لدبابات الميركاڤا التي حاولت إسرائيل تسويقها كأهم سلاح مدرع في العالم ولاتؤثر به القذائف الصاروخية، لكن تلك الدبابات تحولت إلى قوالب من الزبدة بعد إختراق صواريخ حزب الله لها في وادي حجير وفي أماكن أخرى وفق ما قاله أحد الجنود الإسرائيليين، عندها أصبح السيد حسن نصر الله من أهم الشخصيات المحبوبة في العالم الإسلامي ووضعت صوره على جدران الجامع الأزهر في مصر وفي معظم مساجد المسلمين وحصل على المركز الأول في استطلاعات الرأي، وكذلك الرئيس بشار الأسد احتل المركز الأول الأكثر شعبية بين الزعماء العرب (قبل الربيع العربي)،وكانت إيران بلداً مسلماً صديقاً وإن مابين الشيعة والسنة قواسم مشتركة أكثر بكثير مما يمكن أن يفرقهم.
أما إسرائيل فهي العدو الأول لكل العرب من المحيط إلى الخليج وأظهرت استطلاعات الرأي في مصر والأردن وفي المغرب وفي العديد من الدول التي تبادلت السفراء مع إسرائيل أنها العدو رقم واحد للعرب.
إسرائيل وعلى لسان كل مسؤوليها تعتبر إيران خطراً وجودياً وتستجدي العالم وفي مقدمتهم أمريكا لضربها وإضعافها وتغيير قيادتها التي تدعم المقاومة الفلسطينية وتساند سورية في حربها ضد الإرهاب هذا ما يعرفه القاصي والداني.
كيف تحولت إيران إلى عدو لبعض الأعراب، وكيف تحول السيد حسن نصر الله إلى قائد ميليشيا وكيف تحول الرئيس بشار الأسد إلى رئيس يجب إقصاؤه؟؟.
إنها لعبة الإعلام المعولم ولعبة علم السلوك التي جعلت وتجعل مجموعة من المحتجين بالعشرات أو المئات أو الآلاف يرددون هتافات تندد بمن دعم ويدعم المقاومة ويعادي إسرائيل وتندد بمن انتصر على إسرائيل وردع ولايزال يردع العدوان الإسرائيلي على لبنان.
عدو عدوي صديق هكذا يقول المنطق وهكذا تقول الأمثال العربية، لسنا نحن الذين نقول إن إيران تشكل خطراً وجودياً على إسرائيل وإنما قادة إسرائيل هم الذين يقولون.
أمريكا وإسرائيل والمعارضة المدعومة من أعداء الشعب السوري تصرخ بأنها لاتحب قيادة إيران ولا قيادة سورية ولاحزب الله، فهل هذا هو الموقف الثورجي المبني على أسس وطنية أم إنه موقف وسلوك تم تصنيعه وتشكيله عبر عمليات تضليل علم السلوك التي أدت ليرفع البعض شعارات تندد بكل من ناصب العداء لأمريكا وإسرائيل ولولا خشية بعضهم من الفضيحة لرفعوا شعارات تمجد إسرائيل و أمريكا.
لم يعد أحد لايقرأ بشكل صحيح عمليات قلب القيم وتشويه المفاهيم وشيطنة مواقف وصور الأصدقاء في صراخ لا يمكن أن يمنح العفة لمن افتقدها.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة