خبر عاجل
نادي الاتحاد أهلي حلب ينسحب من كأس السوبر لكرة السلة.. ويوضّح السبب تكثيف المنتجات التأمينية وتبسيط الإجراءات… مصدر في هيئة الإشراف على التأمين لـ«غلوبال»: تأمين أجهزة البصمة للأطباء المتعاقدين معنا بوتيرة متسارعة إنجاز أتمتة الإجراءات ضمن المرسوم 66… مصدر بمحافظة دمشق لـ«غلوبال»: نعمل على إطلاق الدفع الإلكتروني لجميع الرسوم ضمن معاملاته أزمة مواصلات خانقة… مصدر بمحافظة القنيطرة لـ«غلوبال»: مشكلة فنية بجهاز التتبع وتمت مراسلة وزارة النقل لمعالجة الخلل طوابير من عشاق الوسوف بانتظار هذه اللحظة.. المايسترو ايلي العليا يبرر تصرف سلطان الطرب جورج وسوف أردوغان… عودة للغزل والأفعال غائبة سيناريو تسعير العنب يتكرر بلا حلول… فلاحو حمص لـ«غلوبال»: التأخر في التسعيرة وعدم إنصافها سينهي زراعة الكرمة انطلاق تصوير مسلسل “حبق” في مدينة الياسمين سوزان نجم الدين في رسالة دعم إلى لبنان: “نحنا معكن وقلبنا معكن”
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بين علبة الطون و”طون” الحديد!

خاص غلوبال – زهير المحمد

رجل تجاوز الثمانين عاماً يتكلم بحروف غير مفهومة وبين الحين والآخر يضرب كفاً بكف، يلتفت إلى الخلف كل خطوتين أو ثلاث خطوات، وفي إحدى التفاتاته شاهدني بالقرب منه وتوقع أنني أسمع وأفهم ما يتمتم به، ابتسم مكرهاً وقال ”أرجوك ياعم لاتؤاخذني أنا صرت عم احكي مع حالي ليس بسبب عمري العتيق وإنما بسبب الظروف التي نعيشها، وقبل قليل رأيت شاباً من عمر أحفادي يكلم نفسه ويضرب كفاً بكف كما أفعل أنا الآن لذلك أقول لك إن المسألة لاتتعلق بالعمر“.

وأضاف العجوز عندما لاحظ اهتمامي: ”رأيت الشاب يضرب كفاً بكف ويقول معقول الطون ب 16 ألف ليرة فقلت لا و الله ياولدي مو معقول بس لاحول لنا ولا قوة، الحديد يابني صار غالي بس الطن ب 16 ألفاً سعر معقول مع أني ياولدي اشتريت طن الحديد في سالف الأزمان بخمسمئة ليرة سورية، فرد علي ومن ذكرلك طن الحديد ثم أخرج علبة صغيرة من كيس أسود بحجم علبة المايونيز أو أكبر بقليل، وقال هذا هو (الطون) الذي أقصده فقد أصرت زوجتي أن تتوحم عليه، فأشتريت هذه العلبة مجبراً لكي لا تترك علامة في وجه الجنين كما يقولون.

كانوا يدعون لي أيام زمان بقولهم الله يستر آخرتك لكن ما أعانيه الآن من شظف العيش وضعف القدرة الشرائية لراتبي التقاعدي أتوقع بأن أحدهم دعا علي وقال الله لايستر آخرتك، ألا يقولون الدعوة قد تتحقق إذا صدرت من مؤمن تقي أو من كافر شقي.

وددت لو فصلت له الأسعار الجديدة للمرتديلا التي وصلت الى أربعة عشر ألفاً أو سعر علبة حليب صغيرة للأطفال بين الستين والثمانين ألفاً أو طن الحديد الذي تجاوز 12مليون ليرة، لكنني آثرت توديعه بابتسامة وبدأت أحدث نفسي دون أن أضرب كفاً بكف حتى أتذكر ما كان يقوله جدي المرحوم (مابعد الضيق إلا الفرج) وتفاءلوا بالخير تجدوه.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *