الأسد في الصين… التوقيت لايقل أهمية عن الرسائل
خاص غلوبال ـ علي عبود
مامن زيارة للسيد الرئيس بشار الأسد إلى الدول الصديقة والحليفة إلا وتثير قلق الأعداء، فكيف إذا كانت الزيارة إلى الصين العملاق الاقتصادي الذي لم يتردد بدعم سورية في مجلس الأمن؟.
ولا تكتسب زيارة الأسد إلى الصين دلالات سياسية فقط، بما توجهه من رسائل إلى الإدارة الأمريكية وبعض الدول العربية المصرّة على الاستمرار بالتآمر على سورية، وإنما أيضاً بتوقيتها، سواء أتى التوقيت مقصوداً أم مصادفة!.
نعم، زيارة الأسد إلى الصين أتت بعد أيام من إعلان أمريكا عن إطلاق مشروع (الممر الهندي) كرد عدائي على الممر الصيني (الحزام والطريق) الذي أغضب حتى الدول الخاضعة للنفوذ الأمريكي كلياً أو جزئياً المستبعدين منه بلا سبب معلن (تركيا ومصر والعراق ولبنان)، ومن الطبيعي ألا تكون سورية على مسار هذا الممر لأنها اختارت أساساً الانخراط في ممر طريق الحرير.
وبمقدار أهمية الرسائل التي وجهتها زيارة الأسد إلى الصين، وأبرزها فك الحصار السياسي والاقتصادي عن سورية بما ستسفر عنه من تفعيل الاتفاقيات الموقعة ماقبل الحرب الإرهابية العالمية على سورية وبتوقيع إتفاقيات جديدة، فإن التوقيت أيضاً مهم جداً، ليس لأن الزيارة أتت بعد أيام من الممر الأمريكي المشبوه المعادي للصين فقط، وإنما أيضاً لأن الصين ستحتفل قريباً بالذكرى السنوية لإطلاق مبادرة(طريق واحد..حزام واحد)،
والسؤال: ماذا يعني انضمام سورية رسمياً إلى مبادرة طريق الحرير؟.
ليس خافياً على أحد أن الصين ضخت وتضخ مليارات الدولارات في الدول التي تقع على مسار طريق الحرير، على شكل استثمارات في البنى التحتية (مرافئ ـ طاقة ـ سكك حديدية ـ طرقات مصانع..إلخ)، وبما أن سورية جزء أساسي في طريق الحرير وممر محوري باتجاه أوروبا سواء عبر تركيا أم البحر الأبيض المتوسط، فإننا سنشهد خلال السنوات القليلة القادمة إطلاق مجموعة من الاستثمارات الصينية في سورية ستعيد لها دورها الإقليمي كما كان سابقاً، بل أقوى مما كان.
وإذا كانت الصين سابقاً مترددة من الانخراط علناً على نطاق واسع في ضخ المليارات في سورية تجنباً للغضب الأمريكي، فإن هذا التردد أو البطء انهار حتماً بعد اندلاع المواجهة الاقتصادية العلنية الأمريكية الصينية، وإعلان الحكومة الأمريكية العميقة في خططها الإستراتيجية القادمة أن العدو الأول لأمريكا هو الصين، وبالتالي فإن لتوقيت زيارة الرئيس الأسد إلى الصين أهمية بالغة لاتقل عن أهمية رسائلها السياسية والإقتصادية.
وقد يسأل الكثيرون: مامصلحة الصين بضخ المليارات في مشاريع استثمارية ضمن مبادرة طريق الحرير؟.
إذا استبعدنا الدور الإقليمي لسورية وعلاقاتها التاريخية مع الصين، وبكونها عقدة أساسية في مبادرة (الحزام والطريق)، فإن كل المعطيات تؤكد بأن سورية تعوم على بحر من الغاز، وهذه المعلومة سبق وأكدها وزير خارجية روسيا، ولهذا السبب شنت أمريكا حربها الإرهابية على سورية للاستحواذ على هذه الثروة الهائلة.
الخلاصة: تحمل زيارة الرئيس السوري بشار الأسد إلى الصين رسائل عديدة وفي جميع الاتجاهات، أبرزها تقديم بكين الدعم الاقتصادي لسورية خلال السنوات القادمة، وإفشال العقوبات الأمريكية الأحادية الجانب على سورية.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة