قوة الأمس والحاضر والاستفادة الممكنة
خاص غلوبال – سامي عيسى
الباب فتح على مصرعيه، نحو تعاون أوسع في مجالات مختلفة، تحمل أبعاداً سياسية واقتصادية واجتماعية في ميزان واحد، بكفتيه مصالح الشعبين العليا، وذلك بعد أن رسخ مفهوم هذا التعاون لقاء الرئيسين”السوري الدكتور بشار الأسد والصيني شي جين بينغ”، وما تم هو استكمال وتوثيق لمراحل التعاون السابقة التي اتسمت بصدق المعاملة والاحترام المتبادل الذي أسس لعلاقات أفضل، ستترجم على أرض الواقع خلال الفترة القادمة، والتي تحمل بعداً زمنياً، تترجم أولى خطواته بتوقيع العديد من الاتفاقيات وبروتوكولات التعاون التي تبنت صيغاً للتفاهم على مستوى الاقتصاد، والدفاع والارتقاء إلى مستوى التعاون السياسي المتطور باستمرار، وأحداث الحرب الكونية والمؤامرة الدولية التي مازالت مستمرة منذ أكثر من 12 سنة على سورية هي شاهدة على مواقف الصين، إلى جانب الحق المتمثل بنصرة الدولة السورية، في كافة المحافل الدولية من جهة وفي الداخل السوري من جهة أخرى.
وما شاهدناه في الأمس علامة فارقة في العلاقات السورية الصينية، في الوقت الذي أحوج فيه الدولة السورية إلى تعاون واسع يخرجها من عتمة الحصار الاقتصادي الظالم المفروض منذ أكثر من عقد من الزمن، والخروج من الجغرافيا الضيقة إلى أوسعها، وتحقيق انطلاقة اقتصادية فعلية تحمل بشائر الخير، قوامها اتفاقات في الاقتصاد والزراعة والصناعة والتجارة وأهمها الدفاع وغيرها من مجالات يمكن الاستفادة منها لتأمين حاجة السوق السورية، والأهم من هذا وذاك هو تحطيم جدار العقوبات والحصار الذي أثقل كاهل الشعب السوري ظلماً وعدواناً.
ومن يقرأ هذه الزيارة التاريخية بغير ما قلناه، يجهل تماماً القراءات الصحيحة في علاقات الدول، وتعاونها على أساس الاحترام المتبادل، ومصداقية التعامل والتعاون المثمر.
وبالدخول إلى عمق الزيارة وأهميتها، فإنها تحمل الكثير من الأبعاد التي تعطي الدولتين المزيد من عناصر القوة والترابط، على الجغرافيا الدولية التي تشهد ولادة عالم متعدد الأقطاب بأوراقه الاقتصادية والسياسية وغيرها، وهذا ما يؤكد صوابية الزيارة وأهميتها في زمانها ومكانها، وهذه تفرض جملة معطيات جديدة تحدد ملامح مرحلة مقبلة لمزيد من التعاون وفرص كثيرة، لترسم خارطة طريق يعبر من خلالها السوريون إلى العالم الآخر، وخاصة تنفيذ مبادرة الحزام الأخضر “من الصين والهند وإيران ثم العراق وسورية، ومن سورية إلى الأردن ودول الخليج العربي، وطريق بحري آخر عبر موانئ البحر الأبيض المتوسط للدول المشاركة في المبادرة”.
من هنا يمكننا تحديد الآثار الإيجابية المتوقعة للزيارة التاريخية، التي حددت ملامح وطبيعة المرحلة المقبلة للاقتصاد السوري، أهمها كسر الحصار الجائر على الشعب السوري، وفتح المجال واسعاً أمام الصين للمساهمة بإعادة إعمار ما خربه الإرهاب من بنى تحتية وخدمية ومنشآت إنتاجية وغيرها، وصولاً لتعاون تجاري وصناعي يفرض إيجابياته على الأسواق، الأمر الذي يخفض الأسعار ويسهل من عملية ضبطها، وتحقيق المساهمة في تعزيز القدرة الشرائية للمواطن وتحسين معيشته، والذي يعزز ذلك فرص التعاون المتعددة في المجالات الأخرى، ولاسيما القطاع المصرفي والقروض، وتعزيز فرص الاستثمار في القطاعات الخدمية والإنتاجية والسياحية، وما يحمله هذا التعاون من فرص واسعة تسمح بالاستفادة منها، واستثمار “قوة الأمس والحاضر” للخروج من الأزمة الاقتصادية التي فرضتها سنوات الحرب من قبل الدول الاستعمارية الطامعة بخيرات سورية وموقعها الجغرافي، الذي تتوسط فيه ثلاث قارات، تسعى من خلاله الدولة السورية للعب دور مهم على الساحة الدولية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية وغيرها.
وبالتالي هذه الزيارة هي ترسيخ لهذا المفهوم وتأسيس لمرحلة جديدة للتعاون السوري الصيني يتسم بالشفافية والصداقة المتينة، والمصلحة المشتركة التي يستفيد منها الجميع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة