إرهاب دولي بحق المدنيين والعسكريين
خاص غلوبال – زهير المحمد
تطور خطر في مسيرة الإرهابيين وفي وسائلهم الإجرامية، فلم يعد الإجرام محصوراً بمحموعات منعزلة تفخخ السيارات والدراجات النارية أو تستخدم الأحزمة الناسفة كما كانت تفعل في بداية الحرب الإرهابية على سورية، بل تحول هؤلاء الى ذراع قذرة لتنفيذ كل مايريده أعداء الشعب السوري تحصل على التمويل المادي كما تحصل على مختلف أنواع الأسلحة بما في ذلك الطائرات المسيرة والوسائل الإجرامية الأخرى.
وقد مارست تلك المجموعات الإرهابية التي تسيطر على بعض مناطق الشمال السوري العديد من الجرائم بالطائرات المسيرة على قرى ومناطق سهل الغاب واللاذقية وحلب، وكان معظم الضحايا من المدنيين الأبرياء، لكن عدوان اليوم على الكلية الحربية بحمص تزامناً مع الاحتفال بتخريج دفعة جديدة من الضباط وفي وقت يتواجد فيه الآلاف من النساء والأطفال من ذوي الخريجين ربما أتى بتخطيط وتعاون مع دول دعمت الإرهاب ولاتزال تدعمه لأن توقيت العملية والتخطيط لها وتأمين المعلومات وعمليات الاستطلاع وتحديد الإحداثيات لأكثر الأماكن اكتظاظاً بالموقع يحتاج إلى إمكانات أكبر بكثير مما تملكه جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المدعومة تركياً والتي تعمل تحت الرعاية الأمريكية الإسرائيلية.
لقد أودى هذا العدوان الإرهابي بحياة العشرات من الأبرياء من ذوي الخريجين ومن الخريجين أنفسهم الذين نذروا أرواحهم لخدمة الوطن، ومن المرجح أن يتم الإعلان قريباً عن الجهات الدولية المتورطة في هذا العمل الجبان مع أن رعاة الإرهاب باتوا مكشوفين للقاصي والداني.
لقد عملت أمريكا وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية على توطين الإرهاب وتوظيفه لخدمة المشاريع الأمريكية الإسرائيلية القذرة، وعلى الرغم من النجاحات التي حققتها الدولة السورية في حربها ضد إرهابيي القاعدة والنصرة وداعش وحصر تواجدهم في مناطق محددة إلا أن تلك المجموعات لاتزال تمارس إرهابها مستفيدة من الدعم المالي والعسكري الذي تتلقاه من أمريكا واسرائيل ومن بعض الدول الإقليمية ومستفيدة أيضاً من إجهاض أمريكا للحل السياسي ووضع العراقيل أمام الدولة السورية لعدم تنفيذ عملية عسكرية لاجتثاث الإرهابيين من جميع المناطق التي يتواحدون بها.
إن عدم إيفاء تركيا بإلتزاماتها في مناطق خفض التصعيد لاتزال تؤمن الحماية لأولئك الإرهابيين، ومن غير المستبعد تورط يعض الأطراف التركية في رعاية هذه العملية خدمة لأعداء الشعب السوري في واشنطن وتل أبيب، ومن المأمول أن يتبلور موقف دولي داعم لحق سورية في اجتثاث الإرهاب من كامل الأراضي السورية وخاصة من الشمال السوري.
الرحمة للشهداء المدنيين والعسكريين ودماؤهم الطاهرة أمانة في أعناقنا ولن تدفع الشعب السوري إلا إلى مزيد من التضحية حتى اجتثاث الإرهاب والغزاة من كامل أراضي بلدنا الحبيب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة