جريمة ضدّ الإنسانية… محللون سياسيون لـ«غلوبال»: الاعتداء الإرهابي على الكلية الحربية أدارته قوى إقليمية ودولية
خاص دمشق – علاء كوسا
لم ترو الدماء الطاهرة التي انسكبت على الأراضي السورية خلال السنوات الماضية ظمأ إرهاب داعمي وقادة التنظيمات الإرهابية الذين عاثوا في البلاد خراباً ودماراً بدعم كامل من واشنطن وأنقرة والغرب المتآمر في تمكينهم ودعمهم لوجستياً وتدريبهم على الأسلحة المتطورة التي استخدموها باعتدائهم الإرهابي على الكلية الحربية في حمص أمس، والذي أسفر عن سقوط عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء.
أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق الدكتور بسام أبو عبد الله أكد في تصريح خاص لـ«غلوبال» بأن هذا الاعتداء الإرهابي يعتبر تحولاً في شكل الحرب على سورية، أولاً بطبيعته وبرمزية المكان وهو الكلية الحربية التي تخرج ضباط الجيش العربي السوري، والتوقيت وهو قبل يوم واحد من الذكرى الخمسين لحرب تشرين التحريرية، مبيناً بأن الاستهداف هو ليس فقط للضباط إنما هو لأهاليهم بمعنى للحاضنة الشعبية للجيش.
وأوضح أبو عبد الله بأن قوى العدوان عمدت إلى استهداف عناصر الجيش الذي يعتبر الضامن الوحيد لوحدة سورية واستقلالها وسيادتها، والذي مازال يقدّم الشهداء والجرحى دفاعاً عن ذلك، مؤكداً بأن هذا العمل أدارته قوىً إقليمية ودولية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار أبو عبد الله إلى أن الحقائق ستظهر لاحقاً على الرغم من قلة المعلومات حول كيفية الاستهداف والتنفيذ، لافتاً إلى أن الجيش قام باستهداف خلايا التنظيمات الإرهابية في إدلب والمدعومة من قبل دول معادية لسورية، وبالتالي فنحن أمام مرحلة أكثر دموية وبشاعة في الحرب على سورية.
من جهته أكد الخبير العسكري والاستراتيجي هيثم حسون في تصريح مماثل بأن هذا العمل الإرهابي الجبان والذي لم يستثن صغيراً ولا كبيراً، عسكرياً أم مدنياً يستهدف زعزعة استقرار الدولة السورية.
وأوضح بأن الكلية الحربية منشأة تعليمية للطلاب وليست للقتال، وعدد المدنيين المتواجدين في الحفل كان أكثر من عدد الطلاب الضباط بأربعة أضعاف، واصفاً ما حصل بالجريمة الموصوفة ضدّ الإنسانية بكل المقاييس والمعايير.
وبين حسون بأن القادم من الأيام سيشهد انتقاماً لكل قطرة دم سقطت في هذه الجريمة، مؤكداً بأن العمل الإرهابي كان مخططاً له بشكل دقيق وشاركت فيه دول تمتلك تقنيات عالية لأن الطائرات ليست مفخخة وليست انتحارية، وتمتلك القدرة على إلقاء القنابل والعودة.
ولفت حسون إلى من نفّذ الجريمة هو التنظيمات الإرهابية في إدلب ولكن بتخطيط من تركيا والولايات المتحدة الأمريكية لأن هذين الطرفين هما من يمتلكان هذه التقنية، مشيراً إلى أن الحديث عن أن التنظيمات الإرهابية هي اتخذت القرار بالقيام بهذه العملية هو حديث تضليلي، ومؤكداً بأن القرار اتخذ في دوائر صنع القرار في واشنطن وأنقرة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة