البطاطا وقف للتصدير أم تريث وتخدير
![](https://globalsy.net/wp-content/uploads/2023/10/البطاطا.jpg)
خاص غلوبال – زهير المحمد
هل نحن بحاجة لإصدار قرار يمنع تصدير البطاطا لثلاثة أسابيع، أم إن البطاطا الموجودة في الأسواق لم تعد صالحة للتصدير؟.
من المؤسف أن يتأخر قرار وقف تصدير البطاطا إلى اليوم بعد أن دفع المستهلك السوري ضريبة “شفط” البطاطا من الأسواق ووصل سعر الكيلو الجيد منها إلى ستة آلاف ليرة، بينما يجب ألّا يزيد سعر هذا النوع على ثلاثة آلاف ليرة، أما الأنواع الرديئة التي نشتريها الآن بخمسة آلاف فيجب أن تكون بألفي ليرة للكيلو، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو التصدير الجائر لكل منتجاتنا الزراعية والغذائية بغضّ النظر عن احتياجات السوق المحلية وقبل تحقيق أي فوائض، وكأن أصحاب الرواتب والأجور والدخل المحدود عليهم أن يكتفوا بأكل الخبز المدعوم ويصفقوا لإنجازات الشطار من كبار التجار الذين يفرغون الأسواق من الخضر والفواكه، ويتنعمون بالعملة الصعبة دون حتى أن يقدموا شيئاً مقابل مايخلفونه من حرمان للمواطن السوري، ودون أن ينعكس ذلك إيجاباً على سعر الصرف.
لقد كان من المفترض الوقوف على جدوى قرار وقف تصدير البطاطا لثلاثة أسابيع ودراسته بتمعن، فالمواطن الذي يقاسي ويلات الحصار لا يحتاج أي نوع من التخدير المؤقت ريثما يبدأ المزارعون قلع العروة الخريفية مع نهاية هذا الشهر، وعندها تكون البرادات على أهبة الاستعداد لتحميل البطاطا المقلوعة حديثاً، ليستكمل المصدرون شحنها خارج القطر، فيما يتم طرح البطاطا المخزّنة، مع تساؤلات فيما إذا كانت ستجتاز فحوصات إدخالها إلى أي بلد آخر، لكن للأسف فإن ثمنها الرخيص وانخفاض القدرة الشرائية عند غالبية الناس ستجبر الجميع على شرائها، وبالتالي وأمام ذلك كله يفترض تمديد مفعول القرار لثلاثة أشهر على الأقل، ودون تحاذق بالقول: إن الفوائض كبيرة وإننا نأخذ أضواءنا الحمراء والخضراء لوقف أو فتح التصدير من الفلاح نفسه.
إن قرار وقف تصدير البطاطا لهذه المدة الهزيلة ليس له أي مبرّر، فتصدير البطاطا والكثير من الخضر قد توقف وانخفض عدد البرادات التي تحمل الصادرات من الفواكه والخضراوات من مئتي براد إلى عشرين براداً يومياً.
ما يجري يدفعنا للدراسة الحقيقية لوضع أسواق الخضر والفواكه إبان تراجع القدرة الشرائية الحاد لدى أغلبية المواطنين، وذلك يتطلب من بعض المعنيين أن يتحملوا كامل المسؤولية الأخلاقية، فليس من المفيد أن يستمروا بتجاهل معاناة الناس كرمى لعيون مصدرينا الأشاوس.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة