خبر عاجل
دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل الدكتور فيصل المقداد نائباً لرئيس الجمهورية
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

“السبت التاريخي”بطوفان غزة إلى الأقصى.. شيفرة المنطقة


خاص غلوبال – شادية إسبر

طوفان مقاوم جرف أمامه كل أوهام القوة العسكرية والاستخباراتية للكيان الإسرائيلي، التي كانت إلى ما قبل فجر السبت السابع من تشرين الأول 2023، مصدر تفاخر لقادة كيان الاحتلال أمام جبهته الداخلية، ومرت الكذبة الوهم هذه أيضاً على البعض في المنطقة.

طافت غزة إلى الأقصى، ومازال الطوفان عارماً، كل حديث الآن يبقى قاصراً عن قراءة المشهد بدقة، وفهم ما سيترتب عليه من نتائج، لكن بالتأكيد كتب المقاومون منذ اللحظة الأولى، شيفرة جديدة للخارطة السياسية والعسكرية والاستخباراتية وللنهضة الشعبية العربية، التي ظهرت بأبهى صور النشوة مع كل خطوة مقاوم على أرض فلسطين المحتلة.

في القراءة العسكرية الأولى لـ “طوفان الأقصى”، الخطط والتنفيذ، نجد التطور النوعي في المفاجأة والتوقيت وساعة الصفر، في 20 دقيقة 5 آلاف صاروخ، إضافة لإحكام تحرك طلائع المقاومين المقتحمين، الذين بلغ تعدادهم 300 مقاتل كمرحلة أولى، تلاها ثانية بـ 1100 مقاتل، بعد أن كانت عمليات المقاومة خاطفة بمقاوم أو اثنين أو ثلاثة على الأكثر، أما في “طوفان الأقصى”، فقد سار مئات المقاومين بخطوة أولى واحدة، تبعهم المئات، توزعوا إلى النقاط المستهدفة، ونفذوا بدقة المخطط العسكري في الاستيلاء على الأهداف، والسيطرة على مساحة واسعة خلال الساعات الأولى، وتحقيق أكبر عدد من القتلى والمصابين والأسرى، ما يدل على أن الخطة محكمة، والتدريب نوعي، والروح المعنوية عالية، والإرادة أقوى.

اقتحام الطوفان ترافق مع آلاف الصواريخ التي استهدفت مواقع الاحتلال ومستوطناته في المدن الفلسطينية المحتلة، محققة إصابات دقيقة لمسافات جديدة، وفي قوة تكنولوجية لم تقتصر على الصواريخ المحدّثة، أعلنت كتائب القسام (الأحد 8 تشرين أول 2023) مشاركة سلاح الجو في اللحظات الأولى للمعركة “بالانقضاض على مواقع العدو وأهدافه بـ 35 مسيرة انتحارية من طراز الزواري في جميع محاور القتال”، ولا بد من الإشارة هنا إلى أن طائرة “الزواري” دخلت الخدمة خلال هذه المعركة.

بيان المقاومة الفلسطينية أكد بأنه “خلال ساعات الليل وفجر الأحد، تم استبدال بعض القوات في مواقع القتال بقوات أخرى، وتنفيذ عمليات إسناد بالعتاد والأفراد على عدة محاور، مع تواصل الاشتباكات الضارية”، في تحرك عسكري ميداني مدروس يؤكد استمرار المعركة حتى تحقيق بنك أهدافها.

مدفعية المقاومة كانت حاضرة أيضاً، دكّت مواقع العدو وتحصيناته إسناداً للمقاومين في الميدان، ولأول مرة في تاريخ كيان الاحتلال، مئات القتلى وآلاف المصابين من قواته ومستوطنيه في يوم واحد، وبحصيلة غير نهائية بلغت حتى (الرابعة بعد ظهر الأحد 8 تشرين أول) 600 قتيل و2000 مصاب، بينما أكدت مصادر ميدانية بأن الحصيلة أكثر بكثير مما يُعلن.

وفي الشق الميداني أيضاً نقطة هامة يجب التوقف عندها، من أسرَ المقاومون من قوات الاحتلال؟.

نخبة من ضباطه وقادة مناطق احتلاله وكبار عسكريه، محتجزون اليوم في غزة، ما يعني أن يده القاتلة لأطفال فلسطين، في حال امتدت هذه المرة أكثر، ستقتل جنوده بيد جنوده، وطيرانه بات عاجزاً عن استهداف ما يحلو له من القطاع المحاصر، إضافة إلى أنهم أوراق قوة ستفرض بهم المقاومة شروطها لاحقاً.

أما في القراءة الاستخباراتية الأولية، بكل المعايير تعرّض النظام الصهيوني لفشل استخباراتي كبير، هذا الضعف ستظهر عواقبه أكثر وضوحاً تباعاً، وستكون أجهزة استخبارات العدو أمام اختبار العمل في جبهة داخلية هشة الأساس محطمة الرأس، وجبهة خارجية أكثر قوة وتحكماً، ناهيك عن عامل الثقة المفقودة بين مستوطني الاحتلال وأجهزته، وبين الأجهزة بعضها البعض، وعلى الأرض آلاف المقاومين دخلوا من غزة إلى أراضيهم المحتلة، وآلاف المستوطنين الهاربين من مستوطناتهم، والجنود الخائفين الرافضين، إضافة لكميات الذخيرة والأسلحة التي تمتلكها غزة، رغم أنها تحت حصار مطبق منذ سنوات.

للمشهد العام في المنطقة قراءة شعبية، أبرز ما يلفت فيها حدثين بارزين، إعلان المقاومة اللبنانية عن استهداف ثلاثة مواقع للاحتلال في مزارع شبعا المحتلة، برسائل يفهمها العدو بدقة، أن تحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية قرار لا رجعة عنه، وأن المقاومة اللبنانية ظهير للفلسطينية، بينما جاء خبر “مقتل 3 صهاينة بنيران شرطي مصري في الإسكندرية” ليقول بوضوح إن القضية الفلسطينية بوصلة الشعوب العربية التي لا يعنيها أي اتفاقيات مع الاحتلال (قديمة أو جديدة)، ليكمل المشهد صوت شعبي صادح بالهتاف لفلسطين، في مظاهرات عمّت مدن دول المقاومة، وأغرقت العالم الافتراضي ببوسترات وفيديوهات وعبارات دعم وفخر بأبطال “طوفان الأقصى”.

زمن طويل مر على الشعوب العربية وهي تنتظر تشريناً جديداً، عشرات السنين حاول العدو الإسرائيلي فيها مدعوماً بقوة الأمريكي الصهيوني، لاغتيال الحلم العربي، وظن أنه نجح، وعلى مدى سنوات ووضعت كل الإمكانات لقتل روح المقاومة في المنطقة ولتدمير دولها، واغتيال منهجها، بالتوازي وُضعت إمكانات صهيونية هائلة لبناء أسطورة الوهم الإسرائيلي (أمن، وتفوق عسكري، واقتصاد واندماج جغرافي)، لتكون خطوة واحدة من فصيل مقاوم في قطاع محاصر، كفيلة بأن تهدم كل ما بناه الكيان المارق وصانعوه وداعموه، فكيف الحال إذا تحرك محور المقاومة دفعة واحدة بعواصمه وأحزابه وفصائله؟!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *