تراجع الزراعة المحمية مقابل ازدهار الاستوائية… مدير زراعة اللاذقية لـ«غلوبال»: الزراعات الإستوائية لا تتأقلم مع مناخنا وغير مضمونة النجاح على المدى البعيد
خاص اللاذقية – ياسمين شعبان
أضحت الزراعة المحمية مغامرة قد تلحق بأصحابها خسائر كبيرة، هذا الأمر لطالما يؤكده مزارعو الزراعات المحمية “كالبندورة والخيار إضافة للكوسا والفاصولياء”، كما أنهم يؤكدون بأن ارتفاع تكاليف الإنتاج من بذار وسماد ونايلون وشبكات ري وحديد وعبوات وأدوية وغيرها تهدد زراعاتهم، ولاسيما أن أسعار المنتجات المحمية لاتتماشى غالباً مع ارتفاع التكاليف.
وأكد عدد من مزارعي الزراعات المحمية في محافظة اللاذقية لـ«غلوبال» بأنه وأمام الخسارات الكبيرة التي لحقت بهم اضطر الكثير منهم هجر هذه الزراعة إلى زراعات أخرى أغلبها استوائي كالموز والدراغون والمانجا، وكي يتجنبوا الخسائر المتلاحقة يناشد المزارعون المعنيين في القطاع الزراعي لتقديم المساعدة لهم إما من خلال القروض دون فوائد، أو من خلال تقديم منح عادلة عن طريق منظمات وجمعيات خيرية وخاصة بكرات النايلون.
وفي جولة على أسواق اللاذقية رصدت «غلوبال» أسعار بعض الفواكه الاستوائية الموجودة، حيث تراوح سعر كيلو الأفوكادو بين 35 إلى 40 ألف ليرة حسب الصنف والجودة، وحبة الدراغون تتراوح بين 15 و 20 ألفاً، أما سعر كيلو الكيوي فبلغ 45 ألفاً، وتدرج سعر كيلو المانجا بين 35 إلى 50 ألفاً.
وأكد أحد الباعة لـ«غلوبال» بأن الإقبال على شراء الفواكه الاستوائية جيد، ويختلف شراؤها باختلاف القدرة المادية، فالبعض يشتري هذه الفاكهة بالحبات، أما الأسر المقتدرة يشترونها بالكيلو.
وفي ردّه عن التساؤلات حول ازدهار الزراعات الاستوائية وتراجع الزراعات المحمية، ورؤية الزراعة حيال ذلك، أوضح مدير زراعة اللاذقية المهندس باسم دوبا لـ«غلوبال» بأن غلاء مستلزمات الإنتاج يشكل عقبة حقيقية أمام منتجي الزراعات المحمية، وبدورنا نسعى لمساعدتهم ماأمكن عبر المنظمات والجمعيات التي تقدم المساعدة لدعم وتنمية القطاع الزراعي، إلا أن تحديد نوع المساعدات يعود للجهة المانحة.
وتابع دوبا: بالنسبة للزراعات الاستوائية فقد نشطت بريف طرطوس وسهل جبلة الجنوبي الذي يعتبر الأكثر دفئاً، ولكنها غير مدرجة بخطة الوزارة، موضحاً بأن التوجه للزراعة الاستوائية له أسباب عديدة أبرزها أن متطلباتها واحتياجاتها قليلة مقارنة بغيرها من الزراعات كالبندورة والحمضيات، إضافة لأسعارها الجيدة بالأسواق.
وأشار دوبا إلى أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج أدى لتراجع في الزراعات المحمية، إلا أن وزارة الزراعة لديها تخوف على المزارع من الزراعات الاستوائية بسبب عدم تأقلمها مع مناخنا، ما قد يسبب الخسائر للمزارع، فإذا حصل الصقيع لن يشمل مزارع الفواكه الاستوائية أي تعويض.
وختم المهندس دوبا كلامه مؤكداً بأن نجاح هذه الزراعة لعدة أعوام لايعني استمرار هذا النجاح على المدى البعيد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة