دور الرعاية حلم قد يراود الموظفين؟!
خاص غلوبال – زهير المحمد
خبر سعيد زفته الحكومة في نهاية الأسبوع الماضي بموافقتها على اقتراح اللجنة الاقتصادية برفع بدل جعالة الطعام اليومية لنزلاء دور الرعاية الاجتماعية إلى ثلاثة آلاف وخمسمئة ليرة سورية بناء على طلب وزارة الشؤون الإجتماعية والعمل، وهذا يعنى بأن المصروف الشهري للنزيل يصل إلى مئة وخمسة آلاف ليرة، وهذا الرقم رغم تواضعه لكنه قد يشكل أملاً بأن يعامل الموظف وأسرته على نفس المسطرة وتؤمن لهم الحكومة ما يتم تأمينه لنزلاء على باب الله.
حيث تشير الإحصائيات إلى أن متوسط الإعالة للموظف خمسة أشخاص، وإذا أراد صاحب الراتب أن يعيل أفراد أسرته ويقدم لهم طعاماً لايقل تواضعاً عن الطعام الذي يأكله المقطوعون من شجرة في دور الرعاية الاجتماعية، فهو بحاجة إلى خمسمئة وعشرين ألف ليرة دون أن يدفع أجور مواصلات إلى عمله لاتقل عن خمسين ألفاً شهرياً، ودون أن يشتري خمسة أحذية في العام لايقل مجموع أسعارها عن الخمسمئة ألف ليرة ومثلها ثياب تستر الجسد ومثلها حقائب وقرطاسية لأبنائه، ومليون ليرة لشراء أدوية الرشح والعوارض المرضية البسيطة ومليون ليرة لشراء خمسة كيلو غرام حلويات في جميع الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية وأعياد الميلاد وحلوان نجاح الأولاد، ومئة ألف لزوم الحلاقة.
وبهذا المعنى فإن على الحكومة أن تضاعف راتب الموظف بنسبة مئتين بالمئة كي يستطيع الموظف أن يرقى بمستوى معيشة أسرته إلى مستوى معيشة نزلاء دور الرعاية الذين باتوا في وضع يحسدون عليه رغم شظف العيش.
نحن ندرك بأن شح الموارد والحصار الجائر الذي تمارسه أمريكا ودول الغرب أضف إلى سرقة قوات الاحتلال الأمريكي لثرواتنا النفطية والغذائية تزيد في الصعوبات التي تواجه مساعي الحكومة لتحسين دخل مواطنيها، لكن حسبة بسيطة لمستلزمات الحد الأدنى من الحياة تتطلب أكثر من مليون ليرة لموظف يعيل أربعة أو خمسة أشخاص، بشرط أن لايكون لديه طفل يحتاج إلى حليب مجفف وبودرة وحفوضات وكولونيا، لأن طفلاً عمره أقل من ثلاث سنوات تزيد تكاليفه الشهرية عن راتب موظف من الدرجة الأولى.
الوضع المعيشي بات صعباً للغاية نتيجة الهوة التي تتسع بين الدخل ومتطلبات الاستمرار على قيد الحياة أو العيش بمستوى لايقل عن مستوى نزلاء دور الرعاية الاجتماعية، فهل لدى الحكومة خطط على المدى المنظور لإنقاذ مايمكن إنقاذه؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة