تحذير من حافة الهاوية…”الكابينت” الإسرائيلي بحرب طويلة وبايدن بيومها التالي
![](https://globalsy.net/wp-content/uploads/2023/10/الكابينت.jpg)
خاص غلويال – شادية إسبر
مرة أخرى يجتمع مجلس الأمن الدولي، ويفشل في اعتماد قرار بشأن التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والفشل الأممي وراء كما العادة “فيتو” أمريكي.
فبعد أقل من 48 ساعة على فشل إقرار مشروع روسي إنساني بشأن قطاع غزة، فشل المجلس باعتماد مشروع قرار برازيلي (الرئيسة الدورية للمجلس)، بسبب استخدام الولايات المتحدة حق النقض “الفيتو”.
الفيتو الأمريكي جاء ضد مشروع قرار كان “يحث جميع الأطراف على الامتثال الكامل لالتزاماتها بموجب القانون الدولي”، ويدعو إلى “هدنة إنسانية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ودون عوائق”.
بهذا أكد الأمريكي وقوفه ضد أي قرار إنساني، وأعلن مجدداً بموقفين متزامنين بأنه شريك فعلي في قتل الفلسطينيين، فما شهدته قاعة مجلس الأمن بنيويورك، تزامن مع اجتماع الرئيس الأمريكي بكابينت الحرب الإسرائيلي (نتنياهو وغالانت وغانتس) الذين شددوا لبايدن، على أن الحرب على قطاع غزة “ستكون طويلة الأمد، وقد تستغرق سنوات”، بينما شدد بايدن على “ضرورة البدء بالتفكير في اليوم التالي لها”.
اليوم التالي للحرب، نجد مؤشراته في نيويورك وما جرى بمجلس أمنها، حيث التحذير الأممي الذي جاء بكلمة منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند، الذي قال: “إنّنا نقف على حافة هاوية عميقة وخطرة، يمكن أن تغير مسار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إن لم يكن الشرق الأوسط ككل”.
المنسق الأممي أوضح بأن “المجتمع الدولي فشل بشكل جماعي بعد عقود من الصراع والاحتلال في جلب الأطراف إلى الحل السياسي العادل والمستدام”، ونبّه من أنّ “الدبلوماسية هذه الأيام أمر صعب للغاية، فنحن بحاجة لإتاحة الوقت والمجال لتحقيق السماح بوصول المساعدات الإنسانية للفلسطينيين في غزة دون قيود”، وأكد وجوب “منع أي توسع إضافي للصراع في المنطقة”.
التحذير الأممي جاء بينما كان كابينت الحرب الإسرائيلي وبايدن يضعون شروطاً للإيصال المساعدات، ويتحدثون عن حرب طويلة، في وقت يكثف جيش الاحتلال غاراته على غزة ويدمر أبراجاً سكنية جنوب القطاع، وعينه شمالاً على المقاومة اللبنانية، ويعتدي على عدة قرى جنوب لبنان، في إشارات يراها البعض تحذيرية أو استفزازية، وآخرون بأنها مؤشر رعب في قلب كيان العدو من جبهة أقوى بعشرات الأضعاف من تلك المفتوحة جنوباً، وفق ما أكدت وسائل إعلام الاحتلال، التي كشفت أيضاً عن خطة لإجلاء المستوطنين الإسرائيليين من المناطق الواقعة في مسافة تبعد خمسة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وعددهم نحو 47 ألفاً، بينهم 23 ألفاً يسكنون في مستوطنة “كريات شمونا”، وسيُنقلون للإقامة في مؤسسات تعليمية للاحتلال ( طبعاً هذا موضوع خلاف داخلي إسرائيلي حول التمييز بينهم وبين من نقلوا من مستوطنات غلاف غزة الذين منحوا غرفاً في الفنادق وشققاً للإقامة)، حسبما نقل موقع صحيفة “هآرتس”، خلال الحديث عن التحضير لاجتياح إسرائيلي بري لقطاع غزة لم يعلن موعده بعد، لكنه اقترب وفق صحف الاحتلال، وخاصة مع انتهاء زيارة الرئيس الأميركي لإسرائيل، والتي وصفتها تلك الصحف بـ”القصيرة والهامة” لأنه “قدم دعماً كبيراً لإسرائيل بالمال والسلاح”.
مال وسلاح أمريكي، لم يتوقف يوماً، دعماً لإسرائيل، وفي وقت كان بايدن يقول: “سأطلب من الكونغرس أن يخصص مساعدات غير مسبوقة لإسرائيل”، كان آلاف المتظاهرين أمام الكونغرس ينددون بالعدوان الإسرائيلي على غزة، كما شهدت أروقته وقفة احتجاجية، واقتحام عشرات المتظاهرين ضد الدعم الأمريكي للعدوان، كما أعلن في وقت لاحق المدير في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية بوزارة الخارجية الأمريكية جوش بول استقالته من منصبه احتجاجاً على الدعم الأعمى لسلطات الاحتلال الإسرائيلي في حربها على قطاع غزة، في موقف يعتبر الأول من نوعه بأروقة السياسة الأمريكية المتحيزة تاريخياً لإسرائيل، بينما أظهر استفتاء للإعلامي الأمريكي جاكسون هينكل، كان سؤاله: “من تظنون أنّه قام بـقصف المستشفى المعمداني في غزّه؟”، لتأتي النتائج ( 92% أجابوا إسـرائيل)، و( 8% أجابوا حماس)،ثمّ علق الإعلامي الأمريكي ساخراً، موجهاً كلامه لإسرائيل: “يبدو بأن البروباغاندا لم تعد تنفع معكم”.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة