خبر عاجل
أجواء معتدلة نهاراً وباردة ليلاً… الحالة الجوية المتوقعة دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة أمطار غزيرة شهدتها طرطوس أعلاها في بانياس 108 مم… مدير مكتب الحمضيات لـ«غلوبال»: جيدة لجميع المحاصيل “ريد كاربت” يعيد الكاتب مازن طه إلى الكوميديا درع الاتحاد.. حطين يفوز على الجيش والشعلة يتفوق على الطليعة انفراج في أزمة المحروقات… عضو المكتب التنفيذي لقطاع المحروقات بدمشق لـ«غلوبال»:أزمة الموصلات في طريقها للحل
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

(مابيحك جلدك غير ظفرك) رحم الله من قال..!

خاص غلوبال – سامي عيسى

(ما بيحك جلدك غير ظفرك) لم يأت هذا المثل من عالم الفراغ كغيره من آلاف الأمثال، التي تصح دائماً في مكانها وزمانها، وتعبر عن حقيقة لا تغيب عن العقل البشري، سواء بفعل الطبيعة الإنسانية أم قوانين الطبيعة المادية، وهنا النسب تلعب دورها وتختلف باختلاف كل ظاهرة.

وظاهرة اليوم تجمع كل ماذكرت لأنها تحمل حالة إنسانية، تسبب بها كل الأقطاب التي شاركت بالحرب على سورية منذ أكثر من 13 سنة، ومازالت مستمرة بحربها وحصارها وعقوباتها الظالمة، لتجويع الشعب السوري وإركاع دولته، للكيان الصهيوني وأعوانه في الغرب والشرق وغيرهم، وما نتج عنهم من خراب ودمار أصاب كل مكونات الاقتصاد والحالة الاجتماعية والمعيشية للمواطن بكل أبعادها.

وكما قلت ظاهرة اليوم، هي نتيجة للحرب الكونية المدمرة، تكمن في “إعادة الإعمار” التي كثر الحديث عنها، وكثرت معها مشاريع ومقترحات عدة لإعادة الإعمار محلياً وخارجياً، وهذه خطوة إيجابية، لكن مفاعيلها على أرض الواقع ليست كإيجابيتها، لاختلاف الغايات وارتباطها بأجندات دولية، تحاول بعض الدول فرضها، مغلفة بشبكة عوامل إنسانية قوامها أجندات مضللة، تحمل عناوين مختلفة، وملفات تتاجر بالإنسانية، وهي في ذات الوقت من قامت بفعل الخراب والتدمير، وهي اليد التي أشعلت نيران الحرب على الشعب السوري، وأيضاً هي التي تمنع إعادة الإعمار، وبناء ما خرب لتمكين عودة النازحين إلى الديار.

فأي المفارقات الإنسانية والأخلاقية التي تنطوي على إعادة الإعمار “في سورية” التي تنادي بها تلك الدول فهي صيحات خلبية ولو كانت جادة بفعلها، تزامنت مع أفعال الدولة السورية ولو بأفعال جزئية وعلى مستويات مختلفة، سواء في قطاع العقارات والإنتاج والخدمات وغيرها، وبإمكاناتها الضئيلة، رغم سرقة مواردها  من قبل الاحتلالين “الأمريكي والتركي” وأدواتهم الإجرامية، ورغم ذلك فالجهد الحكومي أثمر وأعطى إيجابيات كثيرة، لكن ذلك لا يكفي فالوضع يحتاج لمراجعة شاملة، لأن الوضع العام تحكمه ظروف استثنائية، والنتائج التي تحققت ليست كما “يشتهي ويحب الشعب السوري”، وخاصة لجهة إعادة الإعمار التي تحتاج للسواعد الوطنية وخبراتها وكفاءاتها في كل الميادين، والأهم العمل على عودة الكفاءات المهاجرة، ومعها رأس المال بشقيه المادي والعقل البشري لاستثمارهما بالشكل الأمثل، مع التركيز على المعادلة الثانية، وتوفير الظروف المناسبة لاستثمار العامل البشري في إعادة إعمار سورية مادياً واقتصادياً، وتصويب الحالة التعليمية والثقافية، التي لحقها الكثير من الخلل، بسبب الأزمة ومفرزاتها السلبية على الواقع وتربية وتنشئة المواطن التنشئة الصحيحة التي تخدم عملية البناء الجديدة.

من هذا المنطلق نقول إن المكون الأساسي في إعادة الاعمار، يكمن في إعادة بناء الإنسان وتأهيل الموارد البشرية على اختلافها وهذه ضرورة ملحة، وأهميتها توازي كل مكونات إعادة الإعمار الأخرى، لأنها توفر الجهد والوقت وتؤمن استثماراً سليماً للموارد، وتوفيراً للتكاليف بصورة تمنع كل أسباب الهدر الذي يعادل نصف الفساد المالي والإداري، ليس في المؤسسات الحكومية فحسب، بل في الخاص أيضاً.

من هنا نقول إن عملية إعادة الإعمار شأن محلي، وعملية التنفيذ والإنقاذ من الداخل، يتحمل كامل مفرداتها المكون البشري بكل خبراته وكفاءاته، وحتى ننجح بإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، علينا بإعادة تأهيل المؤسسات التعليمية التي تساهم في تنشئة الجيل القادم، وتؤمن الكوادر التي تحمل مهمة إعادة الإعمار الوطنية، لأن الوصفات الجاهزة التي تحمل أجندات مغرضة لا تخدم الحالة الوطنية السورية، وفي هذه المرحلة لابد من الاعتماد على الذات، وتطبيق مفهوم المثل “ما بيحك جلدك غير ظفرك” وهذه حقيقة ساطعة لا يستطع أحد تجاهلها، فكل ما يشاع ويقال عن إعادة الإعمار من الخارج هي أجندات تحمل مصالح دول، الكثير منها طمع، والبعض الآخر مصالح مشتركة تحت مكون الصداقة وعلاقة الشعوب والدول ببعضها.

وبالتالي نحن بحاجة لخبراتنا وجهد المواطن السوري في إعادة الإعمار، لأنه أساس التنفيذ والنجاح، وغير ذلك ترجمة مصالح وأجندات مغرضة لا تنفع الحالة السورية في إعادة الإعمار..؟!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *