خبر عاجل
درع الاتحاد.. الكرامة يحسم ديربي حمص لصالحه والوحدة يتغلّب على الشرطة رفع للجاهزية الطبية على معابر القصير مع لبنان… رئيس دائرة الجاهزية بصحة حمص لـ«غلوبال»: استنفار للكوادر والمشافي حريق في جامعة تشرين…قائد فوج الإطفاء لـ«غلوبال»: التدخل السريع حال دون توسع الحريق بعد أدائها اليمين الدستورية أمامه.. الرئيس الأسد يرأس اجتماعاً توجيهياً للوزارة الجديدة أجواء معتدلة نهاراً وباردة ليلاً… الحالة الجوية المتوقعة دفعة جديدة من بوابات الإنترنت… مصدر في السورية للاتصالات لـ«غلوبال»: 125 ألف بوابة قيد التجهيز والتوزيع انفراجات في أزمة النقل بعد أسبوع قاسٍ من المعاناة… عضو مكتب تنفيذي بمحافظة اللاذقية لـ«غلوبال»: المخصصات من المازوت تزداد تباعاً جهود متواصلة للتوعية ومنع الملوثات… مديرة الصحة المدرسية لـ«غلوبال»: الحرص على تعقيم الخزانات وضبط المقاصف المدرسية تردي جودة ونقص في وزن الربطات… عضو المكتب التنفيذي المختص بدرعا لـ«غلوبال»: أي سوء صناعة للخبز فهو حتماً ليس بالمخابز العامة سيارات “اللفة” تنتشر في السويداء… مدير النقل لـ«غلوبال»: لاتوجد إحصائية دقيقة بأعدادها لكنها تتجاوز العشرة آلاف سيارة
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الصمت المعيب والمريب!

خاص غلوبال ـ علي عبود

لاتصدقوا مايصدر عن ”قياديي“ الأنظمة العربية من تصريحات حول حرب الإبادة التي تشنها ”إسرائيل“ على الفلسطينيين في غزة على مدار الساعة بدعم أمريكي لامحدود.

إنها تصريحات لامتصاص غضب الجماهير العربية التي خرجت إلى الشوارع مطالبة أنظمتها بالتدخل لوقف حرب إبادة الفلسطينيين أو تهجيرهم بالملايين خارج وطنهم.
هذا الصمت (باستثناء الكلام الفارغ) لايمكن وصفه سوى بالمعيب والمريب، وكأنّ هناك حلف غير مقدس بين بعض الأنظمة والأمريكان والصهاينة لتصفية القضية الفلسطينية بالضربة ”الإسرائيلية“ القاضية.

هل تتذكرون ماحصل في حرب تموز 2006 التي موّلتها بعض الأنظمة العربية التي كانت لاتكفّ عن تشجيع ”إسرائيل“ سراً: لاتتوقفوا قبل القضاء على المقاومة اللبنانية.

نعم، لن نتفاجأ إذا ما كشفت إحدى الجهات (بعد عدة سنوات أوعقود) عن المحادثات السرية التي تجري منذ 8 تشرين أول الجاري بين بعض الأنظمة العربية من جهة والصهاينة والأمريكان من جهة أخرى، ومثلما فعلوها في حرب تموز سيفعلونها بعد ”طوفان الأقصى“، وسيلحون على أمريكا ”إسرائيل“ مرددين ومرعوبين: إنها فرصة تاريخية لن تتكرر للقضاء على المقاومة في فلسطين ولبنان.

وما يؤكد ذلك أن بعض الأنظمة العربية شغلتنا خلال الأيام الماضية بالتوسط لدى حكومة الغرب لفتح معبر رفح لإيصال المساعدات الإغاثية، وكأنّ هذا المعبر يخضع للسيادة ”الإسرائيلية“، بدلاً من اتخاذ إجراءات فعالة تمنع العدو من الاستمرار بارتكاب المجازر من جهة، وبفتح المعبر رغماً عن ”إسرائيل“ من جهة أخرى.

وحاول بعض المسؤولين العرب إيهامنا، بل خداعنا ببطولات ”ورقية وإعلامية“ أمام الرأي العام، فزعموا أن حكوماتهم ألغت القمة الرباعية في عمّان لعدم رغبتهم بالاجتماع بالرئيس الأمريكي بعد مجزرة مشفى المعمداني، والسؤال: هل يتجرّأ أي نظام يقيم علاقات دبلوماسية وسياسية وأمنية وسياحية واقتصادية مع إسرائيل على رفض استقبال رئيس أمريكا الذي أعطى بعد ساعات قليلة من عملية طوفان الأقصى رخصة لإسرائيل كي تبيد الشعب الفلسطيني في غزة؟.

حسب تصريحات البيت الأبيض فإن الرئيس بايدن هو الذي ألغى مشاركته في قمة عمان لأن حضوره إلى المنطقة لم يكن لمساعدة الأنظمة العربية بالضغط على ”إسرائيل“ كي تقبل بفتح معبر رفح لعدة ساعات، وإنما أتى إلى إسرائيل كي يجتمع بحكومتها ويسألها: دعمناكم بالسلاح الفتاك كي تبيدوا سكان غزة فلماذا تأخرتم بإنجاز المهمة؟.

وما يلفتنا أن الأنظمة العربية بدت وكأنّها تفاجأت بمجزرة مشفى المعمداني، لكنها لم تفعل شيئاً سوى الشجب والإدانة الإعلامية!.

لقد تجاهلت الأنظمة العربية عمداً منع أمريكا مجلس الأمن من تبني مشروع القرار الروسي الإنساني، لأنها لاتريد التشويش ولا وقف عمليات التحشيد الحربي في الشرق الأوسط، فالمهمة الأولى والوحيدة للرئيس بايدن هي دعم إسرائيل لارتكاب المجازر على مدار الساعة، ولو انعقدت قمة عمان لطلب من المشاركين فيها مساعدة ”إسرائيل“ للقضاء على المقاومة والتخلص من فلسطيني غزة والضفة الغربية، ونجزم أنه سأل رؤساء بعض الأنظمة العربية بغضب وغطرسة: لماذا لاتستقبلون الفلسطينيين في بلادكم، فهو الحل الوحيد لإنهاء الصراع وحل القضية الفلسطينية؟.

ومن يتبنى الرواية الإسرائيلية بأن مجزرة المشفى المعمداني سببها انفجار صاروخ للمقاومة، هل سيصحو ضميره فجأة أمام المشاهد المروعة لضحايا المجازر اليومية ويضغط على ”إسرائيل“ كي تقبل بوقف إطلاق النار ولو لعدة ساعات.

ربما يكون بايدن غاضباً من نتنياهو لأنه لم ينجز المهمة سريعاً، ولا نستبعد أنه قال له في اجتماع مغلق: أعطيناكم رخصة بإبادة سكان غزة مع السلاح الفتاك المحظور عالمياً ودعم إعلامي لامحدود، فلماذا تأخرتم بتنفيذ المهمة؟.

الصمت المعيب والمريب للأنظمة العربية المطبّعة والخانعة للأمريكي و”الإسرائيلي“ أمام المجازر المروعة في سياق الإبادة أوالتهجير يشي بأنها راضية عما يجري، بل ربما بدأت تشعر بالقلق بأن تنتصر المقاومة في هذه الحرب مثلما انتصرت في تموز 2006، وما الاكتفاء بإدانتها إعلامياً لامتصاص غضب الشارع دون أي إجراءات عملية سوى تشجيع لإسرائيل وكأنّها تقول لحكومتها: استمري بالمجازر فلن نتخذ بحقك أي إجراء سوى الشجب الإعلامي!.

ومن يقرأ (أسرار المفاوضات السرية الإسرائيلية العربية 1917 ـ 1997) للكاتب والصحفي الفرنسي ”شارل أندرلين“ سيُذهل من حجم تآمر ”القيادات العربية“، وخاصة الملك عبد الله على القضية الفلسطينية منذ عشرينيات القرن الماضي/ فالملك عبد الله لم يتوقف عن عقد اللقاءات السرية مع الصهاينة ومن أبرزهم ”غولدا مائير“، وكان يختتم اللقاءات معهم بعبارات من قبيل: (لا تهتموا بالتصريحات القاسية التي قد أصرح بها ضدكم سأكون مضطراً لذلك صفحة 61) أو (أعلم أنكم ستضربوننا لكنكم ستقومون بواجبكم..

صفحة 70)، أو (أنا أعتقد دائماً أن اليهود يعودون إلى الشرق حاملين إليه النور صفحة 69) أو (أنا أتعاطف مع قضيتكم وأؤمن بحقكم بإقامة دولة في فلسطين، ولكن أنا مضطر أمام شعبي أن أهاجمكم وأندّد بسياساتكم فلا تلومونني.. صفحة 71).

الخلاصة: لا نستبعد أن تكون الإدارة الأمريكية قررت بعد (طوفان الأقصى) وبصمت معيب ومريب، أي بموافقة ضمنية سرية من بعض الأنظمة العربية، مثلما حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، تبني المشروع الصهيوني بإبادة الفلسطينيين، فهي مقتنعة أصلاً مثل الإدارات السابقة، بأن إقامة ”دولة يهودية آمنة ومستقرة“ لن يتحقق إلا بإبادة الشعب الأصلي صاحب الأرض، مثلما فعل أجدادهم بإبادة الهنود الحمر، ومن ينجو من عمليات الإبادة، فإن مصيره التهجير إلى مصر، والأردن، ولبنان، ودول عربية غنية كالخليج!.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *