أمريكا تخالف الإجماع الدولي وتحض “إسرائيل” على المزيد

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

تستمر “إسرائيل” في حرب الإبادة ضدّ الشعب الفلسطيني، حيث تجاوزت كمية الذخائر المتفجرة التي استهدفت الأبنية السكنية والمشافي والمدارس ودور العبادة أكثر من اثني عشر ألف طن في الأسبوعين الأولين للعدوان، وربما بات حجمها وتأثيرها الآن ما يزيد على نصف قنبلة ذرية، تركت خلفها دماراً هائلاً تجاوز ثلاثة أرباع البنى التحتية، كما خلفت أكثر من ثمانية آلاف ضحية وثلاثة أضعاف هذا العدد من الجرحى معظمهم من الأطفال والنساء.

كل ذلك يراه العالم على الفضائيات لكن مجلس الأمن فشل عدة مرات في إصدار قرار لوقف إطلاق النار، لأن ذلك “يصب في مصلحة حماس” وفق تصريحات المسؤولين الأمريكيين والبريطانيين، وكأن لديهم تعطشاً لرؤية المزيد من الدماء والدمار والخراب، كما تظهر مدى الوحشية في أذهان من يدّعون حماية حقوق المرأة والطفل وينصبون أنفسهم كرعاة للديمقراطية والحرية والعدالة الاجتماعية، والتي لا تتأثر إن قطعت “إسرائيل” الماء والدواء والغذاء عن أكثر من مليوني إنسان في غزة.

لقد فضحهم التصويت في الجمعية العامة قبل يومين، حيث وافقت حوالي مئة وعشرين دولة على قرار وقف إطلاق النار، في دلالة واضحة على وحشية وهمجية المواقف الأمريكية والغربية، وبدل أن يطئطئوا رؤوسهم من مواقفهم المخجلة والمتعارضة مع أدنى المشاعر الإنسانية، يدلون بتصريحاتهم المخالفة لما يشبه الإجماع الأممي في الجمعية العامة، ويجاهرون بدعم “إسرائيل” للاستمرار في ارتكاب الجرائم يحق الإنسانية والقوانين والمعاهدات الدولية.

ومع أن “إسرائيل” لم تستطع منع الصحفيين ووسائل الإعلام من نقل جرائم الإبادة التي ترتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين، إلا أنها لا تفوت الفرصة في اقتناصهم بشكل ممنهج، وقد وصل عدد الضحايا من الصحفيين حتى يوم أمس إلى 34 صحفياً ممن ينقلون وقائع الحرب، في حصيلة تعتبر الأكبر في تاريخ تغطية العمليات الحربية قياساً بمسرح العمليات ومدة الحرب.

و”إسرائيل” لا تحتاج إلى اتهامات لأن استهداف الصحفيين جزء لا يتجزأ من جرائمها، وكان استهداف مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قبل أشهر واضحاً للعيان ولا يحتاج إلى فرق تحقيق ولا حتى لجان تقصٍ.

لقد انكشفت الأقنعة وبات الإجرام الإسرائيلي يتماهى مع الإجرام الأمريكي الغربي، بل بات الإجرام الأمريكي أكثر وحشيةً وأكثر همجية في نظر شعوب العالم، لأن الدعوة إلى عدم احترام قرار الجمعية العامة بوقق إطلاق النار هو جريمة موصوفة لا تقل بشاعةً عن جرائم “إسرائيل”.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة