10 آلاف لكيلو الرمان في موسمه…رئيس دائرة حماية المستهلك بدرعا لـ«غلوبال»: الأسعار منطقية في ظل ضعف القدرة الشرائية للمواطنين
خاص درعا – دعاء الرفاعي
تسبب ارتفاع أسعار الرمان بعد طرحه في أسواق محافظة درعا بإصابة المواطنين بحالة من الذهول وذلك نظراً للارتفاع الكبير في أسعاره، حيث وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 10 آلاف ليرة للنوع الممتاز.
واستغرب المواطنون هذا الارتفاع الكبير على الرغم من الإنتاج الوفير للمحافظة وطرح كميات كبيرة من محصول الرمان، مع الأخذ بالعلم أن زراعة الرمان اليوم تتفوق على زراعة محصولي العنب والزيتون نظراً لانخفاض تكاليف إنتاجه وفق ماصرح به المزارعون.
وأكد بعض المزارعين أصحاب محصول الرمان في درعا في حديث مع «غلوبال» بأنهم يتجهون إلى بيعه للتجار مباشرة، في سبيل توفير أكبر قدر ممكن من التكاليف التي تؤثر بطبيعة الحال على حجم الأرباح، الذين بدورهم يتولون مهمة تخزين قسم من المحصول بالبرادات، إلى جانب طرح قسم آخر في الأسواق المحلية أو تصديره إلى دول الجوار وخاصة العراق.
ويضيف المزارعون في منطقة ريف درعا الغربي التي تشتهر بزراعة الرمان إلى أن تكلفة جني المحصول المرتفعة دفعتهم لبيعه للتجار بشكل مباشر، بدلاً من طرحه في سوق الهال المركزي سواء في مدن نوى و طفس أم درعا، مؤكدين في الوقت نفسه أن ارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل كبير عن الأعوام الماضية بسبب التفاوت في سعر الصرف الذي يأبى التجار إلا التعامل معه وفق السوق السوداء زاد من معاناة المزارعين، ولاسيما أن تجار سوق الهال هم الرابح الأكبر حيث يشترون المحصول من المزارعين بأبخس الأثمان إذ تتراوح الأسعار مابين 1800 وأربعة آلاف ليرة، حسب جودة ونوع وشكل المادة، ولكنها تباع بأضعاف هذه المبالغ في السوق التجاري” المفرق”.
بدوره بين رئيس دائرة حماية المستهلك بدرعا أحمد الكناني في تصريح لـ«غلوبال» بأن الأسعار المحددة لكيلو الرمان منطقية ولاتعد مرتفعة مقارنة مع غلاء أقفاص البلاستيك التي يُجمع بها المحصول وأجور الأيدي العاملة، وكذلك أجور النقل، والمستلزمات الزراعية باختلافها، ولاشك أن ضعف القدرة الشرائية للمواطنين حدّت من تمتعهم بشراء الرمان على اعتباره من الرفاهيات وليس الأولويات.
كما لفت الكناني إلى أن نشرة الأسعار التي تحددها مديرية حماية المستهلك منصفة وعادلة لكل من التاجر والمستهلك على حد سواء، وتصنف حسب ثلاثة درجات أولى ممتازة وثانية وثالثة تتراوح أسعارها مابين 3 إلى8 آلاف للنوع الممتاز، معتبراً أن كل مادة تخضع للعرض والطلب هي عرضة لارتفاع سعرها، وخاصة بعد تعمد المزارعين القيام ببيع محصولهم إلى التجار وحفظها في البرادات بقصد التصدير أو تسويقها في فصل الشتاء ليحقق التاجر أرباحاً مضاعفة مع قلة العرض.
يشار إلى أن المساحة المزروعة بأشجار الرمان في محافظة درعا بلغت ما يقارب 1021 هكتاراً، ويُقدّر الإنتاج في هذا الموسم بما يزيد على 21500 ألف طن بزيادة ملحوظة عن العام الماضي الذي وصل الإنتاج فيه إلى 17500 ألف طن حسب تصريحات مديرية الزراعة بدرعا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة