خبر عاجل
هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة وفرة الإنتاج تنعش سوق التمور بالبوكمال… مدير الإنتاج النباتي بزراعة دير الزور لـ«غلوبال»: المنطقة تشتهر بجودة الأصناف ردعٌ سرمدي… رغم الاستهتار والإجرام الفلاح يعاني تذبذب سعر الزيت غير المبرّر… عضو لجنة المعاصر لـ«غلوبال»: التسعيرة اعتُمدت بـ 575 ليرة في حمص ونطالب بمعايير لإنشاء وضبط المعاصر نجوم الفن في سورية يدعمون لبنان “برداً وسلاماً على لبنان” درع الاتحاد.. الكرامة يحسم ديربي حمص لصالحه والوحدة يتغلّب على الشرطة رفع للجاهزية الطبية على معابر القصير مع لبنان… رئيس دائرة الجاهزية بصحة حمص لـ«غلوبال»: استنفار للكوادر والمشافي حريق في جامعة تشرين…قائد فوج الإطفاء لـ«غلوبال»: التدخل السريع حال دون توسع الحريق
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

بلنكن في المنطقة وحذاء الزيدي الغائب الحاضر

خاص غلوبال – محي الدين المحمد

مرة ثالثة منذ “طوفان الأقصى” يجول بلنكن في دول المنطقة دون أن يكلف نفسه بتقديم أي وعد إيجابي لوزراء الخارجية العرب تجشموا عناء السفر من بلدانهم إلى العاصمة الأردنية عمان وعقدوا اجتماعاً وحدوا فيه مطالبهم للقادم من واشنطن عبر تل أبيب، لكن رهاناتهم على الحس الإنساني لوزير يهودي – يمثل “إسرائيل” أكثر مما يمثل واشنطن- ذهبت هباءاً منثوراً.

فوزراء خارجية مصر والسعودية والأردن ودول عربية أخرى كان مطلبهم الأهم هو وقف إطلاق النار فوراً ودون قيد أو شرط على اعتبار أن ما يجري هو حرب إبادة ويستهدف المدنيين في بيوتهم وفي الأماكن التي لجأوا إليها من مدارس ومشاف ودور عبادة، وهؤلاء المدنيين هم الذين قال بلنكن، إنه طلب من “إسرائيل” الحفاظ على حياتهم والسماح لفرق الإغاثة الوصول إليهم.

لكن “إسرائيل” وتزامناً مع وجود رسول المشاعر الإنسانية الكاذبة كانت تقصف المشافي وسيارات الإسعاف ومدارس “الأونروا” التي تحولت إلى مراكز إيواء، فـ”إسرائيل” لم تقم وزناً لصريحات بلنكن، ولا حتى لتصريحات رئيسه التي تفيّض بحرصه على توصية “نتنياهو” يتجنب قتل المدنيين.

وهذا يشير إلى أحد احتمالين الأول أن بلنكن ورئيسه يتظاهران بإنزعاجهما من قتل المدنيين تماشياً مع الرأي العام الأمريكي الذي بدأ يتعاطف مع الشعب الفلسطيني ويرفض جرائم الحرب التي ترتكبها “إسرائيل” ومن تحت الطاولة يدعمان “إسرائيل” ويتماهيان معها في هذه المجازر، أما الثاني فهو أن تكون الإدارة الأمريكية غير قادرة على إجبار “إسرائيل” على تنفيذ توصياتها، وهذا أمر مستبعد لأن لدى واشنطن أوراق ضغط عسكرية وسياسية واقتصادية تستطيع من خلالها تحويل تصريحاتها بشأن الحفاظ على حياة المدنيين وإيصال المساعدات الكافية لهم إلى فعل يلمسه العالم على أرض الواقع وبكل بساطة.

إن واشنطن التي ترفض وقف إطلاق النار لأن ذلك يخدم حماس -وفق اعتقادها- وأن “إسرائيل” قادرة على القضاء على حماس، تعلم في قرارة نفس رئيسها ونفس وزير خارجيته أن مجرّد قولهم، إن من حق “إسرائيل” أن تدافع عن نفسها هو تبرير لاستمرار جرائم الحرب فـ”إسرائيل” لا تستطيع أصلاً أن تخوض معركة فعلية مع فصائل المقاومة، ومتأكدة أن القضاء على حماس وهم لا يمكن تحقيقه إلا بتهديم كامل التجمعات السكانية، وإبادة كل السكان، وهذا ما تحاول “إسرائيل” فعله رغم استحالة تحقيق هذا الهدف.

بعد الاجتماع العربي الأمريكي في عمان والاستماع إلى المؤتمر الصحفي لوزير خارجية مصر والأردن وأمريكا يمكن القول، إن لا نقاط تلاقٍ فعلية بين المواقف العربية والمواقف الأمريكية وحتى تصريحاتهم بشأن حماية المدنيين وإغاثتهم وإحترام قوانين الحرب ما هي إلا نفاق أمريكي لايلزم “إسرائيل” حتى بالاستماع إليه.

بلنكن حضر إلى المنطقة واهتم بقدومه بعض نظرائه العرب دون أن يقدّر هذا الاهتمام ودون أن يتغير الموقف الأمريكي المنخاز حتى النخاع لكل جرائم “إسرائيل”، وفي حالة كهذه كان من المفترض أن يعود حذاء الشاب العراقي منتصر الزيدي ليضرب به بلنكن كما ضرب به بوش الابن الرئيس الأمريكي الأسبق، فهم مصرّون على الاستهتار بمشاعر العرب وبمطالبهم ولايرون إلا بالعين الإسرائيلية التي لم يعد ينفع معها إلا القلع والتقليع.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *