الأمن الغذائي والمائي مرهون بالمتغيرات المناخية… مدير الموارد الطبيعية بالهيئة العامة للبحوث الزراعية لـ«غلوبال»: تركيزنا على أصناف تتحمل المناخ
خاص حماة – محمد فرحة
كل الجهود العلمية البحثية اليوم منصبة على استنباط أصناف بذرية تقاوم المناخ وتعطي مردوداً أكثر، ومن هذا المنطلق استطلعنا عدداً من آراء المختصين وخبراء التكنولوجيا العلمية في الشأن البحثي الزراعي، فكان القاسم المشترك بين كل الآراء هو تعميق دور الأبحاث العلمية وتطبيق التكنولوجيا الحديثة وصولاً إلى إنتاج وفير في أرض خصبة مع المحافظة على الموارد المائية وعقلنة استخدامها.
«غلوبال» بحث عن جواب على سؤال ماذا سنفعل في ظل المتغيرات المناخية والتي ستستمر حسب الأرصاد الجوية حتى عام 2030، مايستدعي تعميق وتفعيل دور البحوث العلمية الزراعية وكل التكنولوجيا الحديثة في هذا الشأن، حفاظاً على أمننا الغذائي وأمننا المائي.
عن ذلك قال الدكتور منهل الزعبي من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية والمسؤول عن الموارد الطبيعية لـ«غلوبال»: لقد حرصت البحوث العلمية الزراعية منذ سنوات مع بدء موجة الجفاف والتطرف البيئي على التركيز على البحث العلمي، وإقامة المزيد من التجارب البحثية على مئات الأصناف البذرية بهدف الوصول إلى نتائج مطلوبة تحقق إنتاجية عالية في وحدة المساحة، ونتعاون في هذا الشأن مع منظمة الفاو بهدف تعميق البحث العلمي الزراعي والتركيز على الأمن الغذائي والأمن المائي، حيث نتبادل الخبرات وتجارب الدول المجاورة والمنتجة للقمح أولاً ومن ثم بقية المحاصيل الزراعية.
موضحاً بأنه بات من الضروري أيضاً التركيز على إدارة المياه وخصوبة التربة وهي التي تشكل أهم التحديات المستقبلية.
بدورها أوضحت المهندسة هازار حبيب من مركز البحوث الزراعية باللاذقية وفي معرض إجابتها عن سؤال ما الفائدة من تكنولوجيا علمية على كل جديد في العلوم البحثية الزراعية لطالما لم تصل إلى المزارعين في حقولهم، بأن جل من يجب أن ينقل هذه المعلومات البحثية إلى المزارعين هم العاملون في الإرشاد الزراعي، وعليهم أن ينقلوا هذه الأفكار من الطرح النظري إلى البيان العملي في الحقل.
وتابعت قائلة: سيتراجع الإنتاج بنسبة 25 بالمئة جراء المتغيرات المناخية، زد على ذلك فإنه مع تغير المناخ تتغير العلاقة بين النبات والطبيعة، مشيرة إلى أن التربة بدأت تفتقد خصوبتها والعديد من العناصر الغذائية وهو مايسمى بالإجهاد، فالتركيز اليوم يجب أن يكون على المنتج الزراعي لكونه يعتبر أمننا الغذائي بلا منازع والداعم الأول لاقتصادنا الوطني.
من ناحيته نوه الدكتور وسيم عدلة رئيس مركز بحوث الغاب الزراعي لـ«غلوبال» إلى أن سهل الغاب كان إنتاجه الزراعي سلة سورية الثانية بكل شيء زراعياً وحيوانياً، مايسهم في تحقيق الأمن الغذائي السوري.
مشيراً إلى العديد من التجارب الزراعية التي كانت سائدة وكيف بدأت تتراجع وتنحسر وساق العديد من الأمثلة منها الشوندر.
كاشفاً عن أهمية التركيز على البحوث العلمية الزراعية وإغنائها بالتجارب البحثية وصولاً إلى الهدف والمبتغى وهو الارتقاء بالانتاج الزراعي، وكيف كان سهل الغاب سابقاً وكيف يمضي اليوم.
أما الدكتورة لبنى جريعة من مركز البحوث الزراعية بريف دمشق فأكدت في معرض حديثها عن سؤال إلى أين تتجه زراعتنا في ظل مناخ متسارع، أنه علينا التركيز على الزراعة الذكية مناخياً ودورها المتعلق باستدامة الموارد الطبيعية، مشيرة إلى انخفاض الإنتاج الزراعي المقلق والذي قد لايتوقف عند هذا الحد بل قد يستمر لعام 2030، ولذلك على البحوث العلمية الزراعية التركيز على دور البحث وخلق ثورة فيما يتعلق بأصناف بذرية تعطي مردوداً جيداً تتلاءم مع كل المتغيرات المناخية القادمة.
في حين أشارت الباحثة الدكتورة رابعة الحايك من مركز الكريم لتحسين سلالات الأغنام في سلمية إلى أنه لابد من اتخاذ تدابير عاجلة للاستجابة للتكيف مع المتغيرات المناخية وتفعيل عملية الحصاد المائي ونشر المياه، وعلى الزراعة الحافظة وأثرها المستقبلي.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
