أحاديث عن الثوم تجدد القلق والهموم
خاص غلوبال – زهير المحمد
أطرف وأغرب ما حصل في موسم الثوم وشرائه من التجار وتصدير النخب الأول منه وإخفاء الأنواع والأنخاب الأخرى ليس ارتفاع سعر الكيلو منه إلى خمسين ألف ليرة، لأن الارتفاع إلى حدود لاتخضع لأي ضوابط سوقية أو وجدانية أو اقتصادية تعودنا عليها وطلبنا العون والعوض من رب العالمين الذي يعين العبد على بلواه.
لكن الغريب والطريف أن نشرة الأسعار التي تصدرها مديريات التموين في العاصمة والمحافظات غالباً لاتتضمن الثوم ولاتذكره ولاتذكر أسعاره مع أن قوائمها قد تحتوي على أسعار كل شيء حتى لبن العصفور.
والشيء الذي يدعو للشك والاستغراب هذا التعايش مع أزمة الثوم غير المتوافر إلا في بقاليات المدن الفخمة، وبأسعار جعلت المواطن يرضى بشراء رأس أو رأسين منه كي لا ينقطع حبل الود القديم بينه وبين الثوم الذي كانت حزمه المجدولة تزين شرفات المنازل، ورائحته تفوح من المطابخ في معظم الأوقات وهو يتقلى بزيت الزيتون في صورة نأسف أنها باتت تداعب الذاكرة ويصعب تحويلها عند الكثيرين من أصحاب الدخل المحدود بعد أن أصبح شراء تنكة من زيت الزيتون يحتاج إلى راتب نصف سنة، كل ذلك يبلعه المواطن على مضض لكنه يتساءل كما أتساءل أنا وغيري، أين الثوم الصيني؟.
في موسم العام الماضي وعندما كان مزارعو الثوم يبيعون موسمهم الكاسد بسعر تدنى ليلامس المئتي ليرة، كان الثوم الصيني موجوداً عند الخضرجية مغلفاً بأكياس بيضاء صغيرة شافة تغري بشرائه رغم رخص ماكان معروضاً من الثوم البلدي الرخيص والذي يتميز بمذاقه وتأثيره في نكهة الطعام، أليس غيابه في هذا العام ورغم الارتفاع الأسطوري في ثمن الثوم البلدي وغيابه المزري من الأسواق يستدعي آلاف إشارات الإستفهام والتعجب.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة