القمة العربية الإسلامية إجماع على توصيف المأساة والعبرة بأوراق الضغط
خاص غلوبال – زهير المحمد
لايمكن أن ننكر أهمية القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها السعودية في توصيف الحالة المتردية للشعب الفلسطيني في غزة، والضفة الغربية من تأثير حرب الإبادة التي تقوم بها “إسرائيل” ضد الأبرياء في المدن والمخيمات والمدارس والمشافي على كامل قطاع غزة، وتحويل القطاع بالكامل إلى مكان غير قابل للعيش لترويع الناس ودفعهم للهجرة القسرية إلى مصر والأردن ولولا الموقف المعارض من مصر والأردن وإغلاقهما الحدود لاضطر الكثير من المروعين الفلسطينيين لمغادرة هذه المحرقة غير المسبوقة في تاريخ الإجرام البشري إلى أي مكان آمن.
الأهمية في هذه القمة أن قادة وزعماء ومندوبين يمثلون ملياراً ومئتي ألف مسلم يجتمعون على موقف واحد يدين العدوان الإسرائيلي، ويرفضون تهجير الفلسطينيين ويطالبون بوقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحصار على غزة وإدخال المساعدات الإغاثية إليها ومحاسبة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الدولية.
وعلى الرغم من أن كلمات معظم القادة قد وصفت الحالة وحصرت الجريمة في حكومة الاحتلال وقادتها العسكريين، إلا أن الرئيس بشار الأسد قد أشار إلى نقطة جوهرية تتعلق بالوقف الفوري لأي مسار سياسي من قبل العرب مع “إسرائيل” وحتى المطالبة بحل الدولتين رغم أهميته لأنه ليس أولوية بقدر مايحتاج الشعب الفلسطيني الآن الحماية، وأنه لايوجد شريك في أي عملية سلام ولا راع إذ لايمكن للمجرم أن يكون قاضياً أو راعياً في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإلى الغرب عموماً، الذي تبين للعالم أجمع انحيازه للمجرمين الصهاينة الذين ينفذون حرب إبادة ضد الشعب الفلسطيني.
فهل يمكن لأمريكا أن تكون راعياً لعملية السلام وهذا ما أكده أيضاً الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بقوله إن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر شريكاً أساسياً في الحرب الدائرة على قطاع غزة، وأن مايحدث الآن في القطاع تعتبر أسوأ جريمة في التاريخ.
القمة العربية الإسلامية أسدلت الستار على أعمالها وتوصيات القمة تحتاج إلى عوامل ضغط تتناسب والثقل السياسي والبشري والاقتصادي الذي تمثله الدول العربية والإسلامية لوقف حرب الإبادة التي تشنها “إسرائيل”، وأن أي حديث عن مستقبل قطاع غزة أو عن حل سياسي هو سابق لأوانه ما لم يتوقف القتل والإجرام الإسرائيلي الذي يعتبر أولوية ضاغطة ويجب الوصول إليها بكل الوسائل المتاحة.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة