غلوبال إقتصاد: تساؤلات عن الربط الإلكتروني
خاص غلوبال – مادلين جليس
منذ أشهر طويلة لم يتوقف الأخذ والرد الحكومي حول موضوع الربط الإلكتروني، وانعكاس ذلك الربط على سرعة العمل وسهولته والدقة والشفافية التي من الممكن أن تساهم في الحد أو لنقل في تخفيف التهرب الضريبي الذي بلغ في السنوات الأخيرة أرقاماً لايتصورها منطق ولاحسبان.
والحقيقة تقول إنه من المفترض أن يؤدي تطبيق هذا الربط أهدافه التي وجد لأجلها، خلال الأشهر الأولى على بدئه، إن لم يكن ذلك من الأيام الأولى.
لكن المتأمل قليلاً في الوضع الاقتصادي العام والمراقب للوضع المعيشي للمواطنين، يدرك أن الربط الالكتروني “الموعود” لن يكون له أي تأثير واضح، كما أنه لن يقدم ولن يؤخر في ظل تدني الأجور وتراجع الدخول.
فالمواطن الذي يشتكي- بمناسبة وبدونها- وهو على حق طبعاً، أن راتبه لم يكفه سوى عدة أيام في الأسبوع أو مثلاً لأسبوع واحد في حال التقشف والتقنين العميقين، كيف سيتمكن من إيداع أمواله في المصارف، أو لنسأل بطريقة أخرى، من أين سيأتي بالأموال البيضاء ” الفائضة عن حاجته” والزائدة عن متطلباته لتخبئتها ليومه الأسود!؟.
وكلنا على علم ويقين أكيدين أنه في حال وجد المواطن مئة ألف زائدة فإنها حتماً لن تكون كافية لتلبية حاجياته ومتطلبات منزله، وهل لأحد منّا أن يتصور أنه في حال ذلك سيتجه لإيداعها وتكديسها في وقت تتراجع فيه قيمة العملة، وتتراجع معها القوة الشرائية له؟.
لنقل أن افتراضاتنا كانت مخطئة، وأن المواطن قرّر، وهو بكامل وعيه أن يودع ملايينه الزائدة في أحد المصارف، فإن هذا القرار لابد أن يتلاشى ويجد طريقه للتراجع في ظل مشهد الازدحام الكبير على المصارف، هذا المشهد لوحده كافٍ ليجعل أي شخص يعرض عن إيداع أمواله وانتظار الساعات الطويلة كي يحصل بعضاً من المبلغ المودع والذي هو حقه الطبيعي.
ولو افترضنا جدلاً أن المواطن استطاع الحصول على مبلغ، وقرر، “وعن سابق تصميم” أنه سيودعه في المصرف فإن تقييد سحب الأموال لاشك سيبرز في وجهه لينبهه أنه مقدم على أكثر الخطوات خطأً في حياته، ف “دخول الحمام ليس كخروجه” كما يقول المثل.
فهل أمنت الحكومة كل المتطلبات الأساسية لمشروع الربط الإلكتروني؟، وهل درّبت الكوادر وأهّلتها لتكون قادرة على متابعة هذا المشروع والوصول لتحقيق أهدافه، وهل أخذت بعين الحسبان حال المواطن ودخله وقدرته الشرائية قبل أي خطوة تقوم بها في سبيل خدمته وتحسين معيشته؟.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة