خبر عاجل
سعي لتسليم الوثائق في المنازل… مدير فرع بريد حماة لـ«غلوبال»: قريباً وضع 3 مكاتب جديدة بالخدمة وخطط لتصديق أوراق وزارة التربية إحداث خطوط جديدة… مدير هندسة المرور بريف دمشق لـ«غلوبال»: نهدف لربط المناطق ببعضها وتخفيف تكاليف النقل عن المواطنين  السورية للتجارة توزع الغاز المنزلي…  مدير الفرع بدرعا لـ«غلوبال»: الكميات توزع حسب المتوافر دون أي تأخير متر الألمنيوم يلامس المليون ومئتي ألف… رئيس جمعية البلور والألمنيوم بحماة لـ«غلوبال»: قروض الطاقة وتمويل بناء المقاسم الصناعية أبرز مطالبنا أجواء خريفية معتدلة… الحالة الجوية المتوقعة هل يلمس المواطن تغيراً؟ انفراجات بأزمة النقل… عضو المكتب التنفيذي المختص بمحافظة ريف دمشق لـ«غلوبال»: تخصيص طلب تعبئة إضافي من المازوت يومياً شكاوى من تراكم القمامة في يلدا… رئيس البلدية لــ«غلوبال»: الترحيل يتم بشكل منتظم ومواعيد محددة وفرة الإنتاج تنعش سوق التمور بالبوكمال… مدير الإنتاج النباتي بزراعة دير الزور لـ«غلوبال»: المنطقة تشتهر بجودة الأصناف ردعٌ سرمدي… رغم الاستهتار والإجرام
تاريخ اليوم
خبر عاجل | رأي و تحليل | نيوز

الإصلاح التربوي نجاح على الفساد!

خاص غلوبال – هني الحمدان 

أصبحت آفة الفساد تهدد المجتمع بكامله وتعمل على نخر بنائه الاجتماعي في كل لحظة، وتعطل أي خطوة تجاه تنميته  وتقدمه، فازدادت الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وانتكست القيم الأخلاقية حتى أضحى الفساد حالة معاشه لا يخجل منها من يقوم بممارسته من بعض المسؤولين بمواقعهم المختلفة، لذا فإن إعطاء المؤسسة التربوية والتعليمية دوراً في محاربة الفساد يمثل تطوراً مميزاً في إنقاذ المجتمع من شروره وتداعياته الخطرة على الفرد والمجتمع، وتزداد الحاجة الى ذلك مع تزايد وعي المخططين التربويين بحاجة المجتمع للإصلاح، ولاسيما أنه يعاني بشكل غير مسبوق من آفة الفساد، التي باتت تقلق المجتمع وتؤرقه، ونظراً لانتشار الفساد في مؤسسات المجتمع الرسمية كافة، ينبغي التصدي لهذه الظاهرة بوضع آليات إجرائية يمكن أن تنتج عنها منظومة قيم جديدة، تعمل على إيجاد الوسائل الأساسية الناجعة لمكافحة الفساد في المجتمع، ولما كانت المؤسسة التربوية من الناحية الاعتبارية وأهميتها الوطنية تحتل الأولوية في إطار بناء منظومة قيم إيجابية في المجتمع، باستحضار القيم الإيجابية وصياغتها وتقديمها إلى المجتمع بطرق فاعلة تكون مقبولة من قبل أفراد المجتمع ويمكن توصيلها للجيل الجديد بمنهجية حديثة، وهذه المحاولة يمكن أن تقود المؤسسة التربوية إلى وضع استراتيجية تربوية وطنية تفعل فيها القيم الاجتماعية الإيجابية ككل، مهما كثرت أساليب العقاب حيال مكافحة أي خلل أو فساد تبقى غير كافية ولا تفي بالمطلوب، فمادامت النفوس مريضة يبقى المرض موجوداً مهما أكثرنا من الدواء..!.

دول حققت حضارتها ونظافتها وبعدها عن كل الأساليب الملتوية باتباعها نهج التربية والتعليم القويم لأجيالها وثروتها البشرية، من خلال غرس مفاهيم أكثر شمولية تركز على مفاهيم الصدق والنزاهة وحب العمل والآخر والوطن وغيرها من تلك المزايا الواجب غرسها بشخصية كل طفل من خلال تشربه لمرتكزات تخلق منه مواطناً صالحاً مئة بالمئة.

لا نقول إن طرائقنا بالتربية والتعليم فاشلة، بل قاصرة على أهميتها لم تصل بعد إلى صقل أجيال تضاهي بمستواها ما حصل في بلدان أخرى، حيث سجلت مستوى راقياً بالأداء والنجاح والتطور ومن الوصول إلى إنسان نظيف فلسفته لا تتقبل لأي سلوك أعوج أو تشوبه الإشكالات..!.

فالتربية مرتكز أساسي، ومنها تنطلق الأعمال والمهام الحساسة في وضع آليات عمل ومناهج تربوية متكاملة تعزز على تشريب مفاهيم وأساسيات تصقل شخصية الأجيال، وتنمي فيها روح المبادرة وحب الوطن والإخلاص الكبير في تأدية الواجبات والمسؤوليات بكل غيرية وتفان وحماسة أساسها المصلحة العامة بعد نسيان كل ماهو شخصي.
 
وزير التربية ينوي القيام وضع تصورات جديدة للعملية التربوية ترتكز على إيجاد منظومات عمل تختلف عن الحالية وذات توجهات كبرى، مسعى لاشك جدير بالاهتمام والدعم. 

تربية الأجيال وصناعة نهجها وشخصيتها ضمن بوتقات تصب في الصالح العام وترفض رفضاً كلياً لأي التواءات أو إشكالات سلبية لقادرة على نسف الواقع النمطي للأعمال والأداء والتلبد الفكري الذي أصاب الغالبية.
  
إن للتعامل الإنساني الحسن بين المدرسة والأهل والمعلم مع مناهج أكثر تطوراً وجودة لها دور مهم في صنع شخص آمين ومخلص، وهذا الإرث سيبقى ملازماً له عندما يلتقي مع موظفين ومدير يكون لهم نفس النسق والسياق، وهنا فالدور كبير في التحفيز  على الأداء بإنتاجية عالية، بل يساهم في ولائهم وبقائهم مع المؤسسات طيلة رغبتها فيهم، وعلى مؤسساتهم أن تضع مسألة رواتبهم بالأولوية، لأن للرواتب العادلة والمجزية دوراً كبيراً في السلوك التنظيمي الإيجابي للموظفين، بحيث لا يقبل الموظف الفساد الإداري لأنه يتنافى مع قيمه الوظيفية.
 
من الأهمية مساهمة المؤسسات التربوية والتعليمية في غرس قيم العمل وأخلاقياته في الطلاب والطالبات منذ التحاقهم بها وحتى تخرجهم من الجامعة،
فاليوم أصبحت مشكلة الفساد الإداري الشغل الشاغل للدول التي تواجهها لما لها من تأثير على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وبالتالي تهدد الأمن الاجتماعي للدول التي تعاني منها وفاتورة مكافحتها مرهقة، وبلدنا كالبلدان الأخرى تعاني من تبعات هذه الظاهرة الموجودة وبزخم، وبصفة عامة يعد الفساد سواء الإداري أم المالي من المشكلات التي تعرقل التنمية الاقتصادية والاجتماعية منذ وقت طويل، وتتعدد أوجه الفساد وقنواته وطرقه، ويؤثر في الوضع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي للكثير من المجتمعات المتقدمة والنامية.

كثيرة هي الحالات التي ظهرت في بعض إداراتنا عن موظف فاسد، وعن مدير مرتش ومهمل يتحول إهماله وعدم مبالاته إلى سوء إدارة أو فساد إداري يعاقب عليه، لأنه يؤثر سلباً في نتائج المؤسسات والشركات، وكان مدمراً ومسبباً الخسائر والخراب..!.

وعلاج مشكلة الفساد ليس بالمستحيل بل تعالج بعدد من الآليات منها ما هو للترغيب ومنها ما هو للترهيب، يمكن تحفيز الموظف مادياً ومعنوياً ليحب وظيفته ويحافظ عليها ويؤدي العمل على الوجه المطلوب، لكن تبقى صناعة جيل نظيف محصن بتربية سليمة وقويمه هي أساس الانطلاق القويم.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *