بطاريات (ع مد النظر وضوها ضوء القمر)
خاص غلوبال – زهير المحمد
يبدو أن قدرنا أن نتعايش مع البطارية في جوانب حياتنا المختلفة للهاتف المحمول وللسيارة وللراديو، والأهم من هذا وذاك للمنزل لأن عتم الليل يحتاج إلى ليدات وشواحن وبطاريات، لأن الكهرباء ودعتنا أو تودعنا كل يوم مرات عديدة ولا تخبرنا زيارتها اللاحقة، ولم يعد ضوء القمر يكفي للسمر وكتابة وظائف الأولاد أو إنجاز الأعمال الليلية في المنزل، ولهذا باتت البطاريات المستخدمة للإنارة مع الليدات والشواحن من أساسيات الحياة التي من دونها تتحول الليالي إلى ظلام دامس.
وعلى امتداد السنوات التسع الماضية نشطت تجارة البطاريات وتوابعها وارتفعت أسعارها بشكل كبير، ودخلت بقوة لتقاسم المصروف بقسوة، خاصة بعد أن تراجعت صناعة البطاريات المحلية بسبب الأزمة واعتمدنا على الاستيراد من بلاد الله الواسعة، وبعد أن كان جزء من الراتب يشتري البطارية ومستلزماتها، باتت أصغرها تحتاج إلى رواتب لعدة أشهر.
هذا الواقع الصعب هو ما يعطي خبر تطوير معمل البطاريات الوحيد اهتماماً ومتابعة من الذين يضعون يدهم على قلوبهم لمجرد ظهور ضعف في إنارة اللدات.
قبل أيام بشرنا مدير معمل البطاريات والغازات السائلة بتوقيع إتفاق مع شركة إيرانية لتأهيل وتطوير معمل البطاريات الوحيد في سورية، والذي أثرت عليه الأزمة سلباً للإنتاج بطرق بدائية في السنوات الماضية، وتوقع أن يكون سعر البطارية من أربعمئة إلى مليون ومئتي ألف ليرة سورية، مع توقعات بأن يكون عمل البطارية سنة كاملة وقد تصل إلى سنتين، مؤكداً أن تلك البطاريات ستكون مناسبة لأغراض الإنارة المنزلية ولتجهيزات الطاقة الشمسية.
إجمالاً نتمنى أن يحقق تطوير المعمل والإقلاع في الإنتاج كسر الاحتكار والتحكم بأسعار البطاريات المستوردة، وذلك لن يتم إلا بالنوعية الجيدة والأسعار المنخفضة وأن يكون العمر الافتراضي للبطارية مماثلاً للبطاريات المستوردة، وإلا فإن المستهلك لن يصيبه شيء إيجابي من تلك البطاريات.
وفي هذا المجال لابد من التذكير بأن صناعة البطاريات بالطرق البدائية كانت صناعة ناشطة، وكانت تؤمن بطاريات رخيصة وبكفالة لاتقل عن ستة أشهر، ومن المفترض أن نعيد لهؤلاء قدرتهم على تشغيل ورشهم التي تضررت من تبعات الأزمة لتوفير بطاريات رخيصة وبنوعية مقبولة، ونعيد بعضاً من التوازن إلى بورصة البطاريات التي لم يعد لها أي ضوابط سعرية، حيث باتت أسعار البطاريات الجافة أو السائلة للسيارات أو للإنارة في المنازل ترهق الجميع.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة