منتجو الزيتون يقعون في فخ احتكار التاجر… رئيس الرابطة الفلاحية بالقنيطرة لـ«غلوبال»: التكاليف أثرت سلباً ووقف التصدير لم يخفض سعر الزيت
القنيطرة – محمد العمر
لم يشفع الإنتاج الجيد لمزارعي القنيطرة في مادة الزيتون هذا الموسم من تحقيق مرادهم وجني ربح شقاء جهودهم، على الرغم من زيادة إنتاج هذا الموسم عن العامين الماضيين كثمار وزيت بكميات وفيرة، متذمرين هؤلاء من ارتفاع تكاليف إنتاج زيت الزيتون، ووقوعهم في فخ التاجر الذين اشترى المادة بأسعار منخفضة وتحقيق الأرباح الطائلة على حسابهم.
وإيصالاً لمعاناة الفلاحين وشكواهم، التقت «غلوبال» مع منتجي الزيتون في القنيطرة، الذي أكدوا جميعهم أن التكاليف التي وضعوها لعصر الزيتون فاقت حساباتهم، ولم يطبق حساب الحقل على حساب البيدر كما يقولون، إذ إن الفلاح زادت عليه تكاليف عصر الثمار أضعافاً مضاعفة بعد أن كانت أقل من ذلك بكثير في العام الماضي، ناهيك عن ارتفاع أجرة القطاف، وقيمة البيدونات والنقل، والشحن جراء رفع سعر المحروقات بالفترة الماضية، فأقل حراثة لدونم واحد، حسب قولهم لا تقلّ عن 100 ألف ليرة، وتسميد لا يقلّ عن 800 ألف ليرة للدونم.
متسائلين عن وصول تكاليف الإنتاج لحدود مليون ليرة سورية، وبيعها بالمقابل بسعر قريب من مليون ومئة ألف ليرة سورية؟.
ويذهب مروان الصفدي فلاح من قرية القصيبة ليبين أن التكاليف تضاعفت على الفلاح هذا العام، وخاصة في رسوم كبس الزيتون، وما زاد الطين بلة في رفع أسعار الزيت هي عملية الاحتكار ودخول تجار على الخط في ضمان بساتين المزارعين وشراء الكميات منهم، مقابل تكفل التاجر بتكاليف القطاف والعصر والنقل والتعبئة في العبوات البلاستيكية والمعدنية.
بدوره رئيس الرابطة الفلاحية بالقنيطرة خالد محيرس أكد لـ«غلوبال» اختلاف الإنتاج عن الموسم الماضي ووصول كميات إنتاج الزيت إلى 1500طن، دالاً على أن ارتفاع التكاليف بشكل مجمل قد أثرت على الفلاح سلباً، وخاصة تكاليف المعصرة التي ارتفعت بشكل مضاعف، بعد أن أصبحت تكلفة عصر الكيلو 600 ليرة، وكذلك أجور الأيدي العاملة بقطف الثمار، وأجور المحروقات في النقل والشحن، ما أدى إلى غلاء الزيتون وزيته.
وعن التصدير واعتباره عاملاً في رفع السعر، أشار محيرس إلى أن وقف التصدير منذ أكثر من شهرين تقريباً، والذي جاء أصلاً لمنع ارتفاع الزيت محلياً، لم يحل المشكلة ولم يخفض الأسعار إلا بشكل جزئي.
واعتبر محيرس أن تدني وضعف القدرة الشرائية للمواطن غير متناسبة تماماً مع شراء صفيحة تصل إلى المليون ليرة وأكثر قليلاً للنوع الممتاز، ما يشكل عبئاً في بيع الإنتاج والذي يكفي لحاجة السوق المحلية فقط.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة