حليب الأطفال مقطوع وحليب الأم يحتاج إلى غذاء
خاص غلوبال – زهير المحمد
هل نحن بحاجة إلى مواليد جدد، وهل تفكر الأسرة بتكاليف المولود الجديد، وكم يكلف الطفل في سنته الأولى، ومن أين نأتي له بالحليب إذا عجزت الأم عن إرضاعه؟؟.
هذه بعض من أسئلة كثيرة باتت تطرح ذاتها مع ارتفاع تكاليف المولود الجديد وهنا لانتحدث عن تكاليف الولادة الطبيعية أو القيصرية، وإنما نتحدث عن الحد الأدنى من تكاليف النظافة الشخصية والبودرة والكالونيا وبعض المراهم والمطريات والتي تحتاج إلى راتب موظف بالحد الأدنى، أما المسألة الأكثر إلحاحاً هي تأمين حليب الأطفال فقد بات أقل توفراً من لبن العصفور، حيث غابت بعض الأنواع الخاصة بالأطفال حديثي الولادة وإن توفر الحليب المطلوب فإن أسعاره باتت تفوق القدرة الشرائية للشرائح الأوسع من المستهلكين، تصوروا مثلاً أن الطفل يحتاج إلى علبتي حليب أسبوعياً وسعر الواحدة يتراوح بين 75 و100ألف ليرة، وفي الشهر بين 600 إلى 800 ألف ليرة وهو ما يعادل رواتب ثلاثة موظفين، ليقول الجميع إن الحل في التأكيد على الإرضاع الطبيعي ليس باعتباره أقل تكلفة وأسهل تحضيراً فقط، وإنما لأنه يكسب الطفل قدراً أكبر من المناعة ويشبعه عاطفياً ويصبح أقل عدوانية في مراحل نموه المختلفة.
ورغم سهولة هذا الكلام نظرياً لكنه يصطدم بعوائق كثيرة أبسطها بأن الوضع الصحي للمرضع قد لايساعدها في تقديم الرضعات المناسبة لوليدها أو أن كمية الحليب غير كافية، والأهم من ذلك أن المرأة المرضع تحتاج إلى برنامج غذائي يتضمن البيض والحليب واللحوم والفواكه، وهذه الوجبات باتت أكثر بكثير من قدرة الأسرة للأسف، ويصبح الهارب من شراء حليب الأطفال بسبب غلائه أو بسبب عدم توافره كالهارب من تحت الدلف إلى تحت المزراب.
بالتأكيد نحن بحاجة إلى تنظيم للأسرة والاكتفاء بعدد محدد من الأطفال يتفق عليه الزوجان، وبما يتناسب مع الوضع المادي للأسرة، لكن الوضع المادي الضاغط وغلاء حليب الأطفال وتكاليف مستلزمات نظافة الطفل كل ذلك يعقد الحلول إذا لم نقل بأنه يجعلها مستحيلة، ويترك الأطفال وأمهاتهم رهن الصدف التي لم تعد مؤاتية في أغلب الأحيان ولمختلف الأمور للأسف الشديد.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة