غلوبال اقتصاد…تداووا بالأعشاب
خاص غلوبال – مادلين جليس
“اشفِ مريضك بعشرة آلاف ليرة سورية” استهواني هذا النداء الصادر عن بائع بسطة كتب على طريق الحلبوني.
وعلى الرغم من عجلتي إلا أنني عدت لأسترق النظر على الدواء الفعال الناجع في شفاء كل الأمراض وبعشرة آلاف ليرة سورية فقط!.
وإذا بالبائع يحمل بين يديه كتاباً عن الأعشاب الطبية، ويشرح عدد الوصفات التي يضمها الكتاب، وأنواع الأمراض القادر على معالجتها، ويروي قصصاً موثّقة عن أشخاص اشتروا الكتاب واتبعوا وصفاته وهم الٱن ينعمون بصحة “كالحديد” كما وصفها.
ابتسمت في نفسي ومضيت في طريقي، تاركة صوت البائع يشرح ويفسر ويروي ويمدح، لكنني وبعد أقل من أسبوع عدت إلى ذات الطريق باحثة عن البائع نفسه، وعن اكتشافه الخطر، خاصة بعد أن وصلتني أخبار عن نية وزارة الصحة إصدار تسعيرة جديدة للأدوية، ورفع هذا الأسعار بما لايقل عن ثلاثين بالمئة “على ذمة العصفورة”.
وكأن الوزارة توجه رسالة مبطنة للمواطن تدعوه فيها للعودة لإيمانه و تذكر الآية الكريمة : “وإذا مرضت فهو يشفيني” فالله عز وجل هو الشافي المعافي للجميع، ونحن “المواطنون” مع حكومتنا ووزاراتنا لاحول لنا ولاقوة إلا انتظار الشفاء، على هيئة حبة “سيتامول” مسكنة أو حبة التهاب ” أم الخمسمية” تسكن قلوبنا وتشفي التهاب جيوبنا التي أصبحت منخورة بعد سلسلة الارتفاعات التي لم يكن الدواء بطلها الوحيد، غير أنه الأهم.
اليوم ومنذ ساعات الصباح استطعت تجميع عشرات الوصفات الطبية لعلاج الرشح والكريب والتهاب الحلق والبلعوم وسوء الامتصاص والتهاب القصبات، إضافة إلى عدة فيديوهات عن معالجة المفاصل والروماتيزم والديسك دون دواء.
أنتظر الآن قرار رفع سعر الأدوية وعلى وجهي ابتسامة نصر، انتصار على الظروف وعلى القرارات وعلى المرض وعلى كل شيء دفعة واحدة، فجعبتي مليئة بالوصفات ومطبخي يعج يالأعشاب، أسلحة فعالة أحارب بها حتى رفع سعر برميل النفط في أمريكا.
طريقك الصحيح نحو الحقيقة
