التعويل على الدور التربوي في بناء شباب الغد… رئيس مكتب شعبة المدينة الأولى لنقابة معلمي حمص لـ«غلوبال»: التركيز على مادة السلوك وجعلها مرسّبة 

خاص حمص – زينب سلوم

بعد أن أرخت الأزمة بظلالها وآثارها السلبية على محافظة حمص ومجمل المحافظات السورية، لاحظنا التداعيات التي امتدت لتشمل سلوك الأطفال وطلاب المدارس، وشهدنا تكراراً لحالات عدم الالتزام بالقواعد السلوكية، ما سبب خللاً في العمليات التربوية والدراسية ضمن المدارس، وبشكل ينذر بامتداد تلك السلبيات إلى سلوك أولئك الطلاب في تعاملاتهم مع جميع أبناء مجتمعهم.
 
وبيّن محمد مصعب العكام، رئيس مكتب شعبة المدينة الأولى لنقابة المعلمين بحمص في حديث لـ«غلوبال» أنه يتم التركيز الآن وفي جميع المدارس عبر الكادر التعليمي وكادر الإشراف والتوجيه على بثّ أنموذج إيجابي وناجح للسلوكيات الأخلاقية بهدف إكساب الطالب حسن التعامل في مدرسته وفي كل المجتمع، والحرص على بناء جيل شاب متمتع بالأخلاق الحسنة مهما مررنا بظروف صعبة وقاسية عبر تحويلها إلى دروس يمكن الاستفادة منها وبناء وصقل شخصية الطالب، وبالتأكيد تحقيق السير المنتظم للعملية التعليمية.
 
وأكد رئيس مكتب شعبة المدينة الأولى أن مديرية التربية في حمص وبناء على قرار وزارة التربية الصادر بتاريخ 4 -10- 2023 فعّلت مادة السلوك كمادة مرسبة للطالب في حال حصوله على درجة أقل من 120 من أصل 200، موضحاً أن وجود هذه المادة في الجلاء المدرسي قديم لكن الجديد هو جعلها مرسبة، وإشراك كل الكادر التعليمي والإداري في تقدير ووضع الدرجة ودراسة وضع الطالب عبر مجلس معلمين قبل تثبيت الدرجة المرسبة هو الشيء الجديد، حيث توزع بمعدل ربع العلامة الكلية للمحافظة على الكتب، وتوضع الدرجة من قبل لجنة استلام الكتاب المدرسي، وربع العلامة للحفاظ على الأثاث وتوضع من قبل الإدارة وكادر الإشراف، في حين توضع نصف العلامة الكلية على المحافظة على الأثاث للطالب في التعليم الثانوي لعدم وجود كتب مسلمة، كما يوضع باقي العلامة على حسن سلوك الطالب في المدرسة، وتقدّر من قبل الكادر التدريسي والإداري والتوجيه ضمن المدرسة.
 
وتابع العكام: لقد تم نشر القرار في المدارس والتوجيه، كما تمت مناقشته مع الطلاب بواسل متعددة بما فيها إجراء مسرحيات مدرسية تشرح عبر قصص دور السلوك والمحافظة على الأثاث والكتب، إضافةً إلى مناقشته في مجالس أولياء الأمور لتوعيتهم بأهمية المادة وحثّ أبنائهم على الالتزام بالسلوكيات الجيدة، فضلاً عن دور الإرشاد النفسي في التوعية بالقرار.
 
ونوه العكام بأن القرار ستكون له انعكاسات إيجابية عبر آلية تطبيقه، فهو مكافأة في مضمونه وليس عقوبة، إذ يحصل الطالب بموجبه على درجات أعلى كلما التزم وعبر أمور وخطوات بسيطة، ويزداد مجموعه كلما زاد وعيه والتزامه، ما يخلق لديه منذ طفولته الإحساس بالمسؤولية تجاه الممتلكات العامة والأشياء ذات الاستخدام المشترك، والظهور بمظهر سلوكي لائق، وهذا كله ينعكس في إطار مبدأ احترام الآخر والظهور بصورة فعّالة في جميع مناحي الحياة العامة للطالب بعد إنهاء تحصيله العلمي.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة