أكثر من 5 آلاف دراجة نارية غير نظامية… مدير النقل بالسويداء لـ«غلوبال»: الإجراءات المتخذة للحد من انتشارها ما زالت شبه معدومة

خاص السويداء – طلال الكفيري

لم تعد الدراجات النارية هذه الأيام وسيلة للتنقل ولتلبية المتطلبات المنزلية، خصوصاً بعد أن أضحت وللأسف جزءاً لا يتجزأ من ثقافة العشرات من شباب السويداء المراهقين، الذين حولوها إلى وسيلة للترفيه والحركات البهلوانية على الطرقات العامة، وبالتالي مصدر إزعاج وقلق للأهالي على ساحة المحافظة ريفاً ومدينة.

ولعل العنوان الأبرز لظاهرة الدراجات النارية حسب الذين تحدثوا لمراسل «غلوبال» بمحافظة السويداء هو الموت المجاني نتيجة للقيادة الرعناء لهذه الدراجات ضمن الشوارع والدروب الضيقة من شباب لا تتجاوز أعمارهم السبعة عشر عاماً، غير آبهين بما تسببه للمارة والمتجولين من أذى جسدي ونفسي لهم، لتتحول في الآونة الأخيرة إلى مأساة حقيقية تهدد حياة من يقودها أولاً وسلامة من حولهم ثانياً، من جراء ما يقوم به المراهقون من استعراض جنوني بدرجاتهم، ما أصبحت تشكل خطراً أيضاً  كبيراً على الأطفال، للقيادة غير العقلانية لهذه الدراجات، التي أصبحت تحصد العديد من الأرواح سنوياً، وهنا لابد من القول إن بدايتها لهو ونهايتها مأساة حقيقية.

وفي هذا السياق، أشار مدير  النقل بالسويداء أسامة عامر لـ«غلوبال» إلى أنه يوجد على ساحة المحافظة أكثر من 5 آلاف دراجة نارية غير نظامية، و70 بالمئة منها يقودها شباب لم يبلغوا بعد السن القانونية، ولا يحملون رخص سياقة تخولهم قيادة الدراجات النارية.

محملاً المسؤولية للأهالي، الذين هم من يقومون بشرائها لأبنائهم، ظناً منهم أنهم أصبحوا شباباً، دون الأخذ بالحسبان ما تخفيه وراءها من نتائج كارثية، خصوصاً وأنها تسببت هذا العام بوفاة 15 شخصاً.

مضيفاً: ورغم الأخطار المحدقة بها فالكثير من الآباء ما زالوا يسعون بكل السبل إلى توفيرها لأبنائهم، رغم أسعارها المرتفعة، التي فاق سعر بعض أنواعها 8 ملايين ليرة.

منوهاً إلى أن الإجراءات المتخذة للحد من هذه الظاهرة الآخذة في الازدياد ما زالت شبه معدومة، باستثناء بعض المبادرات التي قام بها المجتمع المحلي في مدينة السويداء منذ شهرين، وهي مصادرة الدراجات التي يقودها أصحابها بسرعة مفرطة، مسببة مصدر قلق للأهالي، وبالتالي تسليمها لفرع المرور.

ولفت عامر إلى أنه من المفترض إلزام من يقودها بارتداء خوذة رأس، والحصول على رخصة قيادة لهذا النوع من الآليات ثنائية العجلات، ومنعها أيضاً من المرور ببعض الطرق وأثناء أوقات محددة.

بدوره، مصدر في الطب الشرعي في السويداء أكد لـ«غلوبال» أن 50 بالمئة من الحوادث المرورية سببها الدراجات النارية، وهي أخطر بكثير من حوادث السيارات، كونها تؤدي إلى إصابات خطرة وحالات وفاة وتكاليف طبية كبيرة أكثر بكثير من حوادث السيارات.

لافتاً إلى أن أغلب الحوادث الناجمة عن الدراجات النارية، تؤدي إلى إصابات في القفص الصدري ومنطقة البطن والرأس والأطراف، لذلك يجب إلزام سائق الدراجة النارية بارتداء الخوذة، كونها تقيه من الإصابة في الرأس، والالتزام بالسرعة المحددة على الطرقات.

طريقك الصحيح نحو الحقيقة